على أعتاب المدارس تنتهى أحلامهم البسيطة، فكل ما يطمح إليه أولياء الأمور هو دمج أطفالهم المعاقين فى المجتمع ومعاملتهم كذويهم، لكن معاناتهم تبدأ مبكراً، حين ترفض المدارس ضمهم، حتى إن كانوا من أصحاب الإعاقات الذهنية الخفيفة. «جنى» طفلة معاقة خاضت تجربة مريرة فى مدرستها، فبعد اجتيازها اختبارات القبول، وقضائها فصلاً دراسياً كاملاً بين صفوف الطلبة، وإشادة هيئة التدريس بسلوكها، فوجئت مؤخراً بقيام إدارة المدرسة باتخاذ قرار بفصلها به، لأسباب تتعلق بإعاقتها، الأمر الذى علّقت عليه والدتها «سمية سمير»: «عرفنا بالصدفة أن (جنى) مش هتكمل فى المدرسة، طب كانوا مستنيين إيه عشان يبلغونا، والله بنتى تعبت معاها من وهى طفلة وأهلتها كويس، والكل بيستغرب تصرفاتها الهادية وذكائها الفطرى»، متسائلة: «لو بنتى معاقة بجد طب ليه قبلوها من الأول؟». أسرة «جنى» تعيش مأساة عقب إعلان مدرسة «راية للغات» بمدينة نصر، رفضها، بحجة أن أولياء الأمور يرفضون دمج الأطفال المعاقين مع أبنائهم لم تيأس «سمية» وراحت تدافع عن ابنتها، لكن مديرة المدرسة رفضت الإفصاح عن الأسباب، وتمسّكت بالقرار، وقالت لوالدتها: «والله (جنى) كويسة وأشطر واحدة فى فصلها، بس مش هينفع تكمل معانا، إحنا عاوزينها، لكن أولياء الأمور مش عاوزينها وسط أولادهم». مأساة «جنى» ليست الوحيدة، فالعديد من أولياء الأمور الذين لديهم حالات مشابهة ل«جنى»، دشّنوا صفحة تحت عنوان «كلنا جنى» للمطالبة بحقوق أبنائهم فى الدمج داخل المدارس الخاصة والحكومية، بالإضافة إلى مُخاطبة وزير التربية والتعليم لتوفير فصول داخل المدارس الحكومية لضم أبنائهم: «هنعمل وقفة كلنا نطالب بقرار دمج أولادنا ذوى الإعاقة فى كل المدارس، «إحنا مش مدرسة للحالات الخاصة، ولو قعدت (جنى)، أولياء الأمور هيسحبوا أولادهم من الحضانة وكمان من المدرسة».. قالتها وفاء عبدالجواد، مدير مدرسة «الراية للغات» بمدينة نصر، مؤكدة أن حالة «جنى» غير طبيعية ووجودها قد يسبّب خطراً على باقى زملائها نتيجة التصرفات الغريبة والعنف الذى تمارسه مع زميلاتها: «رفضنا نجرح أمها ونقول لها بنتك مش هتنفع، لأنها مش طبيعية زى ما هى متخيلة، بس هى اتحايلت علينا ندخّلها مع أختها، وعشان كده قبلناها فى الأول، بس دلوقتى صعب».