سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"طريق الموت" يحصد أرواح الأبرياء:مصرع أسرة كاملة فى حادث تصادم بأسوان «الإسعاف» يرصد 25 حادثاً خلال شهرين على الطريق الصحراوى الغربى.. وسائق أوتوبيس: 20 كيلومتراً غير «مرصوفة»
لقيت أسرة كاملة مكونة من 5 أشخاص مصرعها صباح أمس فى حادث تصادم مرورى مروع، على الطريق الصحراوى الغربى أسوان - القاهرة، بمنطقة إدفو. كان اللواء محمد مصطفى عبدالعال، مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان، قد تلقى إخطاراً من اللواء أحمد العجمى، مساعد مدير أمن أسوان، بوقوع تصادم بين سيارتين ملاكى بيجو أسوان رقم «ص و س 1614»، وشاحنة نقل كبيرة أمام قرية الغنيمية بالطريق الصحراوى الغربى «أسوان - القاهرة»، ما أدى لمصرع 5 من أسرة واحدة كانوا يستقلون السيارة الملاكى، وأمر عبدالعال بسرعة انتقال رجال الحماية المدنية لاستخراج جثث الضحايا وإزالة آثار الحادث، وكذلك رجال المرور لتسيير الطريق، وانتقلت 3 سيارات إسعاف لنقل الضحايا إلى مشرحة إدفو العمومية ووضعت تحت تصرف النيابة. وملف «الطريق المشئوم»، كما يطلق عليه أهالى أسوان، بعدما أصبح اتجاهاً واحداً «إلى الآخرة»، فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن يحصد روح شخص أو أكثر من أبناء المحافظة، أو الوافدين إليها، خاصة فى عدة مناطق يعتبرها السائقون «شديدة الخطورة»، نظراً لوجود تشققات واضحة وحُفر ومطبات، ما يجعله غير صالح لأن يكون طريقاً داخلياً بين قريتين. ويصف أهالى أسوان منطقة الكرابلة الواقعة فى زمام مدينة إدفو، بأنها أكثر المناطق «شؤماً» على الطريق، إلى حد اعتقادهم أنها «مرصودة من الجن»، بسبب كثرة الدماء التى تسيل فيها، وكانت آخرها دماء رئيس مباحث المركز، الرائد شريف عتمان، ومجندين اثنين، مساء أمس الأول، بالإضافة لحصدها أرواح عشرات المسافرين، ومئات المصابين، خلال العام الماضى، لتصبح عن جدارة «منطقة الرعب» على الطريق الممتد من القاهرة شمالاً إلى أقصى الجنوب. وشهدت «الكرابلة» 3 حوادث بشعة خلال عام 2014، الأولى فى يونيو الماضى، وراح ضحيتها 22 شخصاً، فى تصادم بين سيارتى نقل بمقطورة وميكروباص أطفال، وبعد شهور قصيرة، وقع الحادث الثانى الذى حصد هذه المرة أرواح 27 شخصاً، بالإضافة لإصابة 18 آخرين، فى تصادم 3 سيارات ميكروباص وجهاً لوجه، ثم توفى 7 أشخاص بينهم مجند أمن مركزى، وأصيب 3 مجندين آخرين، فى اصطدام سيارتهم بأخرى ملاكى. ووصل رعب أهالى أسوان من منطقة «الكرابلة» إلى حد سفرهم إلى إدفو عبر القطار، ثم يستقلون منها سيارات أخرى لتنقلهم إلى القاهرة، فى محاولة لتجنب المنطقة المشئومة، على حد وصفهم، وبحسب إحصاءات غرفة عمليات مرفق الإسعاف، وقع أكثر من 25 حادثاً على الطريق بدءاً من صحارى إلى مدخل إسنا، خلال الشهرين الماضيين، ما أسفر عن مصرع أكثر من 70 شخصاً، وإصابة أكثر من 80 آخرين، خاصة مع تردى حالة الطريق، وعدم وجود إنارة أو خدمات فيه لمسافة تصل إلى 200 كيلومتر. من جانبه أعرب سائق أحد الأوتوبيسات السياحية، ياسر حسن ضيف، عن استيائه من حالة الطريق، موضحاً «لا نجد سواه لنصل به إلى المحافظات الأخرى، فالطريق الزراعى ملىء بالمطبات، ما يعنى أن القيادة عليه لا يمكن أن تتجاوز 40 كيلومتراً فى الساعة، لذلك البديل الوحيد هو الصحراوى الملىء بالحفر، فالأسفلت فيه غير جيد، ما أدى إلى ميل شديد فى طبقته، خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة، ومرور الشاحنات وسيارات النقل الثقيل المحملة بالجرانيت والرخام، ما يؤثر على الطريق فيقع عليه الكثير من الحوادث، بالإضافة إلى عدم وجود إنارة أو خدمات، وتوجد مسافة 20 كيلومتراً تقريباً غير مرصوفة، تبدأ من كمين السباعية حتى مدخل مدينة إسنا، وتم وضع طبقة ترابية عليه منذ أكثر من سنتين، دون رصفها حتى الآن». أما رئيس مجلس إدارة مسجد النصر فى أسوان، أصولى يسرى، فقال «نشعر بالحزن على ما آلت إليه أوضاع الطرق فى أسوان، خاصة الصحراوى الغربى بين أسوانوالقاهرة، والجنوبى بين أسوان وأبوسمبل السياحى، ولتفادى حوادث الطرق يجب الإسراع فى إنارته بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى ازدواجه، بما يساعد السائق على التركيز فى القيادة على حارته، بدلاً من التركيز فى اتجاهين». وشدد على ضرورة إقامة نقاط تفتيش أمنية وإسعاف على مسافات قريبة، بالإضافة لمحطات وقود وخدمات وإصلاح، وتشديد الرقابة المرورية، مع معاقبة المخالفين، ووضع أجهزة رادار لضبط السرعات، وفرض رسوم سير على الطرق، لاستغلالها فى إجراء الصيانة، وتحديد حارات لسيارات النقل الثقيل، كما طالب بإجراء الكشف الطبى على السائقين أثناء المرور على الطرق السريعة، للكشف عن تعاطيهم مواد مخدرة أو منشطة، مع ضرورة التعامل بحسم مع المخالفين، وسحب رخص القيادة إذا تكررت المخالفات، وإسناد إدارة الطرق إلى الهيئة الهندسية فى القوات المسلحة، أسوة بطريق العين السخنة وبنى سويف. وطالب المهندس أشرف فتحى بوقف سير الشاحنات وسيارات النقل الثقيل على الطريق من السادسة مساء إلى السادسة صباحاً، وتحديد سرعة خاصة لسائقى السيارات الملاكى والأجرة، وإجراء تحاليل مخدرات للسائقين فى نقاط الإسعاف على الطرق السريعة والصحراوية، وإيقاف المتعاطين فوراً، مشدداً على ضرورة الكشف الدورى على السيارات ميكانيكياً، للتأكد من صلاحيتها. وأكد المهندس محمد عبدالله، مدير عام الطرق والكبارى فى أسوان، ل«الوطن» أن «الطريق الصحراوى الغربى تابع للمنطقة العاشرة للهيئة العامة للطرق والكبارى، وخلال العام الماضى قدمنا تقريراً مفصلاً لرئيس الهيئة، الدكتور سعد الجيوشى، عن حالة الطرق فى المحافظة، سواء أسوان - أبوسمبل السياحى، أو الصحراوى الغربى، وطلبنا إدراج الأخير ضمن الخطة الحالية لإصلاح الطرق، لأن المسافة من الكيلو 55 إلى الكيلو 120 شمال مدينة إدفو، به شروخ ظاهرة وواضحة للعين المجردة، ما يتطلب رفع كفاءته، ووضع علامات إرشادية مضيئة عليه، خاصة أن جزءاً كبيراً منه لم يتم رصفه منذ 2011، وحصلنا على وعد من رئيس الهيئة بإدراجه ضمن الخطة». وأضاف «يجب زيادة وسائل التأمين الصناعى على الطريق الصحراوى الغربى، وتكثيف اللوحات الخاصة فى المناطق الخطرة، ووضع لوحات إرشادية وإشارات مضيئة، وتخطيط الأسفلت، وفى الوقت نفسه يجب ألا نغفل أن أخطاء السائقين سبب رئيسى فى الحوادث على الطريق».