سخرية عارمة حظى بها نشيد «صليل الصوارم» الداعشى من المصريين، لكن هذا لم يغير من الحقيقة شيئاً، فبحسب «مرصد التكفير» التابع لدار الإفتاء، تحظى تلك النوعية من الأناشيد المحرضة على القتل وسفك الدماء بدعم مادى وتقنى، دراسة أجراها المرصد لمحتوى أكثر من 100 نشيد على مواقع الجماعات التكفيرية انتهى إلى اعتبار النشيد أداة تحفيز وحشد. «تصل إلى أكبر عدد من الجمهور بطريقة لا يمكن لمحاضرة أو كتاب إنجازها، خاصة الشباب وتركز على موضوعات بعينها كالشهادة والجهاد المسلح، ودعم قادة الجهاديين الحاليين» هكذا يؤكد تقرير «الإفتاء»، مشيراً للتقنية الإنتاجية العالية وتنويع المؤثرات المصاحبة للأناشيد، موصياً بعدة إجراءات من شأنها التقليل من الأثر العنيف لها: «لا بد من نزع القداسة عن تلك الأناشيد، ودعم ابتهالات التصوف، وتطوير النشيد الدينى وأدواته لمجابهة العنف». شعور بالمفارقة سيطر على المبتهل الشيخ إيهاب يونس، المشرف على مدرسة الإنشاد الدينى التابعة لنقابة الإنشاد: «إحنا مش بنلاقى مكان ننظم فيه حفلة إنشاد دينى أصلاً» المبتهل الذى اعتاد فى طفولته المشاركة فى غناء أناشيد «جهادية» أصبح فى كهولته يعلم جيداً الفارق بين ما تدعو له تلك الأناشيد «الإرهابية» وبين ما يحاول وزملاؤه توصيله للجمهور بصعوبة. «حال صعب» هكذا وصف «يونس» حال الإنشاد والمنشدين فى مصر، مؤكداً أن الابتهالات الدينية ستظل عاجزة عن مواجهة سيل الأناشيد الجهادية إذا استمرت على وضعها الحالى: «الجمهور المصرى يحضر حفلات البوب والروك أكثر من حفلات الإنشاد الدينى، رغم الإقبال الضخم الذى نراه فى الخارج، إذاعة القرآن الكريم نفسها تتعامل مع الابتهال باعتباره شيئاً موسمياً ولا تعرضه إلا فى الفجر أو الأمسيات، ولو جاء فى الفواصل فهم يختارون ابتهالات مكررة لا تتغير أبداً، ناهيك عن أنهم يشترطون تسجيل الابتهال فى الإذاعة بتقنيات قديمة جداً، لو أخطأ المنشد فى كلمة يضطر لإعادة الابتهال من جديد، فى حين تحظى أناشيد الإرهابيين بالدعم والمال والتقنيات».