كان فى قلب الميدان يواصل عمله فى نقل أحداث العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، فى الوقت الذى كانت عائلته عدا والده تستعد للنزوح جنوباً بواسطة شاحنة لنقل المواطنين، فأصابها صاروخ من قوات الاحتلال، أدى لاستشهاد زوجته دينا وابنتيه مايان (سنة و10 أشهر)، وميرنا (4 أشهر فقط)، وإصابة شقيقه فى قدمه. مأساة إنسانية يعشيها سامح مراد، المصور بقناة «العربية»، بعد أن فقد شريكة حياته وابنتيه إحداهما رضيعة، ووصف هذا الموقف المروع بقوله: «كنت على الهواء مباشرة فاتصل عليا والدى وأخبرنى أنه تم استهداف الشاحنة اللى كانت طالعة على الجنوب على أساس أنه أمان، حاولت أتمالك نفسى وأهاتف أمى وطلبت عربة إسعاف بسرعة، ففقدت أعصابى والمسعفين اللى حولى أخدوا التليفون منى وتواصلوا معاهم». مشاهد موت وقصف كان «سامح» ينقلها، على الهواء أصبح جزءاً منها، لينقل خبر استشهاد بعض أفراد أسرته وإصابة آخرين: وتابع: «قعدت أنتظر على باب الاستقبال وأبكى لاقيت أمى وأختى بخير وزوجتى وبناتى استشهدوا وأخويا مصاب». وقال: «يعانى الصحفيون الفلسطينيون فى قطاع غزة مثل الجميع، لا حماية دولية ولا احترام للقانون الدولى للصحفيين والآن التركيز على استهداف الصحفيين بشكل مباشر فى قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من الصحفيين واختفاء البعض، حتى الآن لا نعلم شيئاً عنهم، كل يوم تتزايد وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية باتجاه الصحفى الفلسطينى من خلال الاتصال به وتهديده بالاعتداءات وقصف المنازل ونتعرض الآن للتهديد بالاغتيال بشكل مباشر من قوات الاحتلال عند الاستمرار فى نقل الصورة، والكل يعلم أن الصحفى الفلسطينى هو الذى ينقل صورة المجازر التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة». يكتم «سامح» حزنه لمواصلة عمله ونقل الحقيقة، وجرائم العدو، رغم الحزن على فقد أسرته، لكنه لا يزال صامداً فى قلب الميدان، مؤكداً أن الاحتلال يستهدف دائماً الصحفى سواء كان المصور أو المراسل والناقل والكاتب، لأن الصحفى هو الذى يفضح جرائمهم، وقال: «لا نعلم إذا كنا سنستمر فى نقل الرسالة أو سنخرج أحياء من هذه الحرب الشرسة أو المعركة التى ينفذها جيش الاحتلال. وكما يعلم الجميع الصحفى الفلسطينى هو ابن هذا القطاع وهو يتعرض لما يتعرض له الجميع». وأضاف أن جيش الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة ضد كل الموجودين فى غزة، إذ بدأ حربه باستهداف الأبراج والمنازل السكنية وكذلك التجارية التى تحتوى على العديد من المكاتب الصحفية: «وهى السياسة التى يتبعها الكيان الصهيونى وما زال يتبعها سواء باستهداف مكاتبنا أو بتهجير أهالينا أو نزوح عائلتنا أو استهداف منازلنا دون سابق إنذار».