سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترام الإسكندرية.. رحلة طويلة من "خدمة البشوات" إلى "مواصلة الغلابة" مهنة سائق الترام كانت تقتصر على الإيطاليين.. وأم أيمن: بطىء لكن رخيص ويحل أزمة.. وعمرو: «الأبونيه» يوفر لى المصروف
من نزهة السياح والبشوات فى الإسكندرية إلى «ركوبة الغلابة».. هكذا تحول الترام «الأصفر» عبر رحلة طويلة عمرها 155 سنة، بدأت فى عام 1860، ولم تتوقف حتى الآن، فما زالت أرخص وسيلة مواصلات فى عروس البحر الأبيض المتوسط، والأكثر نقلاً للركاب، بالإضافة إلى تحملها عبء ربط العديد من المناطق الشعبية والعشوائية. فى تمام الساعة الرابعة فجراً، تنطلق عربات الترام فى الإسكندرية يومياً، لنقل العمال إلى الورش والمصانع، فسعر التذكرة هو 50 قرشاً، ما يجعله الأرخص فى المحافظة، مقارنة ب150 قرشاً لتذكرة أوتوبيس النقل العام، فيما يستمر الترام فى العمل حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وطوال تلك الفترة تواصل عرباته إطلاق أصوات أقرب إلى «الأنين»، ناتجة عن احتكاك العجلات بالقضبان الحديدية. ويسير فى شوارع الإسكندرية نوعان من عربات الترام الصفراء، القديمة منها تتكون من عربة واحدة للرجال والنساء، وهى الأكثر عدداً، بينما الأحدث تنقسم إلى عربتين واحدة للنساء والأخرى للرجال، وتمكن النوافذ العريضة للترام الراكب من مشاهدة بانوراما المدينة، خاصة عندما تسلك طرقاً فى وسط المناطق الشعبية، من النزهة شرقاً إلى المكس غرباً، مروراً بمحرم بك ومحطة مصر ورأس التين والورديان. وحتى الآن، يتذكر أهالى المحافظة من كبار السن، أن مهنة سائق الترام الأصفر كانت تقتصر على الإيطاليين فى المحافظة، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، بينما اقتصرت مهنة المحصل أو «الكمسارى» على «المالطيين»، ووقتها كان مشهد لحاق عربة سوداء مخصصة لنقل الموتى بالترام مشهداً مكرراً. وقالت «أم أيمن» ربة منزل: «كل يوم أركب الترام الأصفر من بيتى فى محرم بك، لأنزل فى سوق الحضرة، ثم أرجع فيه، ورغم أنه وسيلة نقل بطيئة، حيث تستغرق ساعات، إلا أنها رخيصة، وتحل أزمة. أما عمرو صلاح، التلميذ فى مدرسة محرم بك الإعدادية بنين، فيقول «كل يوم أنزل مبكراً لأركب الترام مع زملائى إلى المدرسة، ورغم أنه يمشى ببطء إلا أننا اعتدنا عليه ونحبه»، مشيراً إلى اشتراكه فى الترام لتوفير المصروفات، وأضاف «فى البداية كانت التذكرة ب25 قرشاً، لكنها أصبحت الآن ب50 قرشاً، لكننا نستمر فى الركوب لأنه ينقلنا بسهولة من البيت إلى المدرسة». وطالب المحصل بخط ترام النزهة، أحمد السيد، بأن تتم معاملة الترام الأصفر مثل الأزرق، وعمل خط موحد يسير عليه الترام الأصفر بسرعة، مؤكداً أن «السبب فى بطء الترام هو بلطجة سائقى الميكروباصات والملاكى، والوقوف أمام الترام، ومنعه من المرور، فكثير من سائقى الترام ينتظرون حتى يتنازل أحد سائقى السيارات ويسمح له بالمرور، أو يحرك سيارته بعيداً عن المسار.