واصلت الصحف العالمية والعربية، أمس، اهتمامها بمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى بشرم الشيخ، حيث سلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء على كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ختام المؤتمر، ووصفت الرئيس بأنه مفاوض بارع مع المستثمرين، وأن براعته تُعد من نواح كثيرة، رمزاً لجهوده الرامية إلى تغيير مسار الاقتصاد المصرى الذى يواجه صعوبات، لافتة إلى أن الجميع فى انتظار ما ستؤول إليه تلك الجهود، وقالت الصحيفة فى تقرير لها إن «السيسى» يعرف كيف يفاوض، وذلك تعليقاً على المساومة التى قام بها «السيسى» مع مسئول شركة «جنرال إلكتريك»، والتى آلت فى النهاية إلى تقليص الشركة لفترة انتهائها من تنفيذ أحد المشاريع التى تشرف عليها من 24 شهراً إلى 8 أشهر فقط، كما وافقت على تخفيض السعر المطلوب لتنفيذ هذا المشروع بصورة كبيرة نتيجة لبراعة «السيسى» فى التفاوض. وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى إن مصر أنهت المؤتمر الاقتصادى مع دعوات بمزيد من الاستثمار، وقالت الصحيفة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد التزامه بالسلام والنمو، كما سعى للحصول على المزيد من الاستثمارات الدولية، بعد تلقى تعهدات بتقديم مليارات الدولارات، حيث وقّعت مصر صفقات استثمارية تبلغ قيمتها أكثر من 138 مليار دولار على اليومين الأولين للمؤتمر، فى حين تعهدت الإمارات والسعودية والكويت بتقديم 12 مليار دولار للمساعدة على استقرار اقتصادها. وقال مسئولون إن من المتوقع أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، ونقلت الصحيفة عن محللين أنه لجذب مزيد من الاستثمارات فإن مصر بحاجة إلى الوفاء بالوعود التى قطعتها على نفسها فى المؤتمر، وتنفيذ المشروعات التنموية التى أعلنت عنها. كما اهتمت وسائل الإعلام الألمانية باختتام فعاليات مؤتمر شرم الشيخ وركزت على لقاءات وزير الاقتصاد الألمانى «زيجمار جبريال» والوفد المرافق له بالرئيس «السيسى» والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، فضلاً عن الدعوة التى وجهتها المستشارة أنجيلا ميركل للرئيس المصرى لزيارة بلادها، وأشارت الإذاعة الألمانية «دويتش فيله» تحت عنوان «مصر وألمانيا يعمقان شراكتهما» إلى أن وزير الاقتصاد الألمانى حمل معه فى زيارته لمصر أمرين، دعوة من المستشارة الألمانية للرئيس «السيسى»، واتفاقيات بالمليارات وقّعتها شركة «سيمنز» مع الجانب المصرى، وأضاف تقرير الإذاعة الألمانية أن شركة «سيمنز» وقعت مع مصر عدة اتفاقيات فى مجال الطاقة وطاقة الرياح بقيمة عشرة مليارات دولار، وذكرت أن تلك الاتفاقية تُعد أمراً مهماً لإيجاد حل لمشكلة الطاقة فى مصر، وفضلاً عن ذلك فسوف توفر تلك الاتفاقية فرص عمل، كحد أدنى ألف فرصة ستُطرح من خلال تلك المشروعات. أما صحيفة «تاجز إنسايجر» الألمانية فكتبت أن مصر تُنهى أعمال المؤتمر بعقود استثمارات بمليارات الدولارات، حيث أشارت إلى تعاقد مصر مع شركة سيمنز الألمانية بعقود تصل إلى 12 مليار دولار، ولفتت الصحيفة إلى أهمية الدعم الأوروبى والألمانى على وجه الخصوص لمساندة مصر كدولة تواجه الإرهاب، وتطرق التعليق إلى إعلان رئيس الوزراء «محلب» أن الحصيلة النهائية للاستثمارات والقروض التى حصلت عليها مصر فى مؤتمر دعم وتنمية الاستثمار المصرى الذى عُقد فى شرم الشيخ بلغت 60 مليار دولار، فضلاً عن تعهدات بدعم خليجى قدره 12.5 مليار دولار. ومن جانبها كتبت صحيفة «شتوتجارتر سايتونج» تحت عنوان «ميركل توجه الدعوة إلى السيسى لزيارة ألمانيا» أن «برلين ترغب بشدة فى استقرار مصر، ومن هذا المنطلق دعمت السيسى فى خطواته للبناء والتنمية»، وأشار موقع وزاره الاقتصاد الألمانية إلى تصريحات نائب المستشارة ووزير الاقتصاد «زيجمار جبريال» خلال المؤتمر التى قال فيها إن المشاركة الاقتصادية هنا فى مصر مهمة للعمل على استقرار البلاد فى ظل الأخطار الإرهابية، كما أن أوروبا وألمانيا ستستفيدان من هذا أيضاً. وصرح المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، فى حواره أمس الأول مع شبكة «سى إن بى سى» الأمريكية أن مصر دولة آمنة جداً، مؤكداً: «يمكننى أن أضمن لكم أن مصر بلد آمن جداً»، وفيما يتعلق بالتفجيرات الإرهابية أوضح «محلب» أنه «يمكننا التعامل معهم وهم لا يستطيعون فعل أى شىء»، وتابع: «من وقت لآخر يكون هناك قنبلة، لكن فى النهاية الناس يشعرون بالأمان». فيما قالت وكالة «أسوشييتدبرس» إن الرئيس عبدالفتاح السيسى راهن بشرعيته على إصلاح الاقتصاد وإعادة الأمن إلى مصر، وأضافت الوكالة أن المؤتمر الاقتصادى، الذى استمر 3 أيام، كان بمثابة علامة واضحة على ثقة المجتمع الدولى فى الاستقرار السياسى بمصر، كما أكد وزير الدولة الإماراتى سلطان أحمد الجابر أن «مصر قادرة على إثبات التزامها المطلق بتغيير اقتصادها من خلال السياسات الصحيحة، ومن خلال الإصلاحات التنظيمية الصحيحة، فضلاً عن تقديمها مجموعة من الفرص الاستثمارية الجيدة». وصرح ديفيد ثورن، كبير مستشارى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ل«أسوشييتدبرس» أنه «يبدو أن مصر اتخذت الخطوات الصحيحة فى الكثير من الاتجاهات المختلفة». وقالت صحيفة «ذا ناشونال» إن خطط إنشاء العاصمة الجديدة سوف تؤدى إلى وجود مصر «جديدة»، وتابعت الصحيفة فى افتتاحيتها أن «مكان إقامة العاصمة الجديدة إلى الشرق يجعل مصر أكثر قرباً إلى دول الخليج.