وداد سعد، شابة من البحيرة، تقف اثنتى عشرة ساعة متواصلة على قدميها، لا تكل ولا تمل لخدمة رواد المنطقة السياحية التى تعمل بها فى شرم الشيخ، فهى رئيسة قسم الخدمة «ويترز» فى أحد المطاعم الشهيرة هناك. «وداد» تعمل بابتسامة صافية وفرحة تقفز من عينيها بكل فخر، وازدادت فرحتها وفخرها الأيام الماضية، لأنها اعتبرت نفسها فى مهمة وطنية، وهى تخدم رواد مؤتمر «مصر المستقبل»، الذى فتح باب الخير لمصر. تقول «وداد» ل«الوطن»: «أنا فخورة قوى إنى مصرية، كلمة الرئيس السيسى فى ختام المؤتمر الاقتصادى، خلت راسنا كلنا فى السما، وضيعت تعب أيام متواصلة من العمل، بلا نوم تقريباً». وتشير إلى أن أيام المؤتمر كانت الأكثر ازدحاماً ورواجاً للعمل فى المنطقة السياحية والمطعم الذى تعمل به: «بقالنا سنين حاطين إيدينا على خدنا، وفى أيام المؤتمر لم نكل أو نمل من العمل المتواصل لخدمة كل الزبائن من مختلف جنسيات العالم التى توافدت على المكان بعد الانتهاء من الجلسات الرسمية للمؤتمر فى الصباح، حيث يقدّم لهم المكان عروضاً فنية وعزفاً شرقياً أصيلاً على العود». وتضيف «وداد»: «3 أيام من العيد والفرحة، كنا كلنا مع مجموعة عمل كبيرة، نقدّم الخدمات للزبائن بكل حماسة وحب، على الرغم من ساعات العمل الطويلة التى زادت مع فترة المؤتمر ولكثافة توافد الزبائن على المكان، لدرجة أن كل العاملين فى المكان قرروا التنازل عن إجازاتهم، لأجل المشاركة فى هذه الأيام، ويرون مصر فى عيون الناس التى تزورنا كل يوم من أيام المؤتمر». «وداد» نافية أى إحساس بالتعب: «لأول مرة منذ سنوات طويلة نشعر أن الزبائن، خاصة الأجانب، تنظر إلينا بعين الفخر والاعتزاز، وقال لى أحد الزبائن الإسبان المشاركين فى فعاليات المؤتمر (عليك أن تكونى فخورة بأنك مصرية من اليوم)». وبعيون تملأها الفرحة ودموع صادقة تقول «وداد»: «بعد كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل الختام باركنا لبعض فى المطعم، وكأن مصر عروسة، وردّدنا هتاف (تحيا مصر) بكل سعادة، من مدير المطعم إلى أصغر عامل نظافة». «وداد» قرّرت أن تلتقط صورتها مع «أشجان»، فتاة الاستيورات «عاملة نظافة»، وقالت بكل فخر: «كلنا فريق عمل واحد، كلنا تعبنا، بس فرحتنا أكبر من تعبنا، لأنها فرحة من القلب، إنها فرحة باسم مصر».