"اختفاء فلاديمير بوتين"، حدث فرض نفسه بقوة على معظم وسائل الإعلام العالمية التي أتاحت مساحات واسعة للتفسيرات والتحليلات المتعلقة بذلك الاختفاء خلال الأيام العشر الماضية، إلا أن الشائعات الكثيرة التي أحاطت ذلك النبأ كانت محل اهتمام العديد من المصريين، خصوصًا متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المصرية. "الوطن" استطلعت رأي كل من الدكتور يسري العزباوي ،أستاذ العلوم السياسية، وخبير العلاقات الدولية سعيد اللاوندي، اللذين أرجعا سبب اهتمام المصريين بالشائعات المثارة حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعدد من الأسباب، تتلخص في السطور التالية. - "بوتين" مثّل للمصريين ظهيرًا دوليًا لثورة 30 يونيو، نظرًا لاعترافه بها منذ مهدها، ودعم القيادة السياسية المصرية ما بعد 30 يونيو، والذي تمثل في زيارة وزير الدفاع المصري ،آنذاك، عبدالفتاح السيسي وإبرام العديد من الصفقات العسكرية بين البلدين، بعد أشهر قليلة من الثورة. - الزيارة الأخيرة التي قام بها لمصر كانت محل اهتمام المصريين جميعًا دون أن تقتصر على القيادة السياسية، لما كان فيها من احتكاك مباشر بين الرئيس الروسي والمصريين من خلال السير على الأقدام في شوارعها والتواجد بين شعبها دون ترتيبات أمنية مسبقة، ما تسبب في وجود علاقة طيبة بين الطرفين. - "بوتين" مثّل للمصريين حلم الخروج عن العباءة الأمريكية، وإيجاد البديل الدولي في ظل المواقف الأمريكية الراهنة تجاه مصر، فضلًا عن تحقيق المصريين من خلاله لحلم إنشاء محطة نووية سلمية داخل الأراضي المصرية. - المواقف الروسية الجيدة المحفورة في الذاكرة المصرية، حيث كانت جزءًا أساسيًا من تسليح الجيش المصري خلال فترة عصيبة من تاريخه، وكان لروسيا، دور مهم في حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 73، واستمرار العلاقة الموصولة بين البلدين عقب انتهاء الحرب. - "بوتين" يتمتع ب"كاريزما" خاصة لدى المصريين، سببتها قدرته الفائقة على التحدي وإعادة روسيا مرة أخرى بقوة على الخريطة العالمية سياسيًا واقتصاديًا، والتحديات الكبيرة التي استطاع أن ينجزها، حتى باتت تلك الدولة قوة لا يستهان بها. - تخوف المصريين من حدوث أي تغيير في ما يتعلق بالشائعات حول الانقلاب على الحكم وتغيير "بوتين"، لأن هذا يعد خسارة كبيرة لمصر ويشير لاحتمالية تغيير السياسة الروسية الداعمة لمصر والتي كانت أول من اعترف بشرعية 30 يونيو دوليًا.