الغائب الحاضر في كل مشهد، لكل فئة حكم متغير على الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لكن ظلاله تفرض نفسها في تصريحات إعلامية، أو ذكرى في فضفضة مواطن، وأخيرا في صورة جدارية مؤتمر صانعى السلام على طريق مطار شرم الشيخ، التى أعادها المؤتمر الاقتصادى من جديد بعد أن شوهتها بعض الأيادى عقب ثورة 25 يناير. أحقية الرئيس الأسبق حسنى مبارك في رجوع صورته على جدارية مؤتمر صانعى السلام الذي أقيم في عهده لأول مرة بمصر عام 1996، هى الأمر الذي لم يتعجب له "حلمى القط"، عضو "آسف يا ريس"، بعد أن أحياها من جديد المؤتمر الاقتصادى، فدول العالم جميعها تعلم أن شرم الشيخ في مسمى آخر هى "مدينة مبارك"، ونفي إنجازاته هو طمس وتشويه للتاريخ المصرى "دا تاريخ بلد ومعروف عند شعب مصر! والرئيس مبارك أول رئيس دعا لمؤتمر ينقذ اقتصاد بلده سنة 82، شرم الشيخ نفسها هو اللى عاملها، القاعة اللى هيتعمل فيها المؤتمر الاقتصادى مكتوب عليها تأسست فى عهد مبارك، وزى ما هو قال كان فى آخر خطاباته التاريخ يعى أقدار الرجال ويعطى كل ذى حق حقه وده حق مبارك وبيرجعله". رغم إيمانه بأن الرئيس الأسبق مبارك مخطئ وعهده الذي استمر 30 عاما هو صورة للديكتاتورية، إلا أن "شريف الشناوي" مسؤول بإحدى شركات السياحة التابعة لمطار شرم الشيخ يرفض أن تشوه صورة "مبارك" كما حدث عقب ثورة يناير، لأن تلك الطريقة لا تقدم أو تؤخر أو تنفى إنجازاته في مدينة السحر والخيال، ومشهد الجدارية الجديدة هو من أحد القرارت الصائبة أمام دول العالم العربي والأجنبي "الجدارية لحد وقت قصير كان شكلها في منتهى القبح، صورة منزوعة، وابناء مبارك في شرم ركبوا صورة على الجدارية زادتها قبحا.. ومش الصح إننا ننسى الماضى بكل ما فيه". حالة اللاماضى واللامستقبل، هى الوضع الذي يجعل المواطن يتأرجح على السلالم من ناحية الحكم على شخصية مبارك، إذا ما كانت مذنبة أو صاحبة إنجازات، تحليل دكتور قدرى حنفى، علم النفس السياسي بجامعة عين شمس، عن حالة "البلبلة" التي يستخدمها في التعامل مع صور أو أحاديث تتعلق بالرئيس الأسبق "مبارك"، وأضاف "الناس مش عاوزة تعدى مرحلة الماضى، لأننا مازلنا عايشين فيه، ومش هنترحم على أيام زمان ونبطل نأخذ الأمور بحساسية إلا لما الدولة تتحرك وتطلع لقدام بالإنجازات مش بالكلام وبس"، مؤكدا أن تلك الحالة إذا استمرت سيظل كل فصيل وتيار يصنف ويحكم على الأشياء من منظوره الشخصى ليس برؤية شاملة وفق قوله.