نظمت مؤسسة "آرب - ويست ريبورت"، بالتعاون مع السفارة الهولندية بالقاهرة والحزبين الهولنديين الديموقراطي والليبرالي، زيارة لمدينة لاهاي الهولندية استغرقت خمسة أيام، من الثامن إلى الثاني عشر من أكتوبر الجاري، لوفد مصري رفيع المستوى يمثل خمسة أحزاب رئيسية في المجتمع السياسي المصري، هي الوفد والنور والحرية والعدالة والتجمع والمصريين الأحرار. وظهر الشغف الهولندي لمعرفة الأوضاع الحالية في مصر بصفة عامة وماذا تم بخصوص الدستور وحزب النور بصفة خاصة، في اليوم الأول للزيارة، وذلك في حفل عشاء ببيت السفير المصري بهولندا، محمود سامي، حضره ممثلون عن حزب CDA الديموقراطي وحزب VVD الليبرالي، بالإضافة إلى رئيس وزراء هولندا السابق. وتوجه الوفد في اليوم الثاني إلى مقر حزب CDA الديموقراطي، وحضر محاضرة عن نشأة الحزب وإنجازاته في الانتخابات الأخيرة، ثم توجه بعد ذلك لمقر وزارة الخارجية، حيث عقد لقاءين؛ الأول مع نائب وزير الخارجية والثاني مع مسؤول ملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، أوضح فيه الدكتور أحمد قدري، رئيس لجنة الطاقة بحزب النور، مدى التوافق في تشكيل اللجنة المكلفة بصياغة الدستور لتمثل كافة الفصائل السياسية والقوى الشعبية. بعد ذلك زار الوفد مقر المعهد الهولندي للأحزاب الديموقراطية NIMD، واستمع لشرح تقديمي عن المعهد ونشأته لدعم التواصل بين أحزاب ليست على أيديولوجية واحدة لدعم تقدم البلاد، وأيضا لمحاضرة عن هيكلة الأحزاب من الدكتور سامي فلتس، من جامعة Groningen، حيث استعرض مؤلفات لصياغة ما يعرف باسم كتالوج لنواب البرلمان لشرح متطلبات وواجبات البرلماني. والتقى الوفد بعض أقباط المهجر في هولندا، الذين أظهروا تخوفهم من تنامي تيار الإسلام السياسي في مصر، ومدى تأثيره على حرية الاعتقاد وحقوق الأقباط، ثم قام الدكتور طارق شعلان والدكتور أحمد قدري، من حزب النور، بتوضيح موقف التيار السلفي من المحافظة على نسيج الأمة وحماية الأقباط، واقترح قدري إنشاء هيئة لإدارة الأزمات بين رموز المجتمع، وإنشاء قاعدة بيانات للتواصل بينهم لوأد الفتن قبل اشتعالها. ولاقى المقترح الأخير قبولا كبيرا لدى الأقباط، الذين تلقَّوا وعدا من قدري بترتيب لقاء بينهم وبين رموز ومشايخ الدعوة السلفية في أقرب فرصة يصلون فيها لمصر. وشهد الحديث تدخلات إيجابية من جانب الدكتور نبيل زكي، من حزب التجمع، وعمر سليمان، من حزب المصريين الأحرار، وجورج مسيحة، من حزب الوفد، ما شكل أرضية عمل مشترك قوية لتوضيح التقارب بين الأحزاب المصرية. وزار وفد الأحزاب المصرية مقر وزارة الزراعة، حيث استقبلهم وزير الزراعة والتجارة الهولندي، وشرح شعلان رؤية الحزب عن الاستثمار، في حين قدم قدري مقترحا بالاستفادة من الخبرة الهولندية في مجال الطاقة الحيوية، وأوضح أسامة فريد ضرورة إدراج رجال الأعمال في منظومة التعاون المشترك. وفي اليوم الثالث حضر الوفد المصري لقاء مع بعض أساتذة الزراعة والطاقة من جامعة Wageningen، لمناقشة التجربة الهولندية في زراعة وإنتاج أنواع من الفيبر التي يمكن أن تدخل في صناعات الورق واللمبات، بالإضافة للوقود. وناقش قدري بعض المواضيع الحساسة الخاصة بهذه الصناعات، مثل الخطر البيئي والصحي في حالة التصنيع، واللافت للنظر هو إمكانية استخدام هذه الزراعات في الطاقة فقط بدون المشكلات سابقة الذكر. توجه الوفد بعد ذلك لمقر أكبر منظمة للعمال في هولندا، والتقى رئيسها الذي عرض إمكانية عقد مذكرة تفاهم على مستوى النقابات أو الشركات بين الجانب المصري والجانب الهولندي؛ للاستفادة من التشريعات النقابية العمالية في هولندا. أعقب اللقاء زيارة لمقر البرلمان الهولندي وجلسة نقاش مع المتحدثة الرسمية في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان حول الدستور المصري والأحزاب في مصر. وسافر الوفد المصري في رابع أيام جولته إلى بروكسل في بلجيكا، ووصل لمقر الاتحاد الاقتصادي بلجيكا/ لوكسمبورج/ هولندا، وهو أول اتحاد في أوروبا. واستمع الوفد لمحاضرة تعريفية عن الاتحاد ونشأته وعلاقته كنواة للاتحاد الأوروبي، والمعوقات الأمنية والاقتصادية واللوجستية، ثم انتقل لمقر البرلمان الأوروبي لمقابلة نائب رئيس حزب الشعب، أكبر حزب في البرلمان الأوروبي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، وقام طارق شعلان بطرح موضوع المساعدات الأوروبية في مجال تطهير الألغام في منطقة العلمين، وطرح قدري مقترحا للاستفادة من التجربة الأوروبية في مساعدة المعوقين لإعادة إدراجهم في المجتمع وجعلهم قوة فاعلة. وبناء على اقتراح طارق شعلان، انتقل الوفد لزيارة بورصة الورود في هولندا في اليوم الأخير، وهي الأكبر في العالم، للوقوف على هذه التجارة وما تدره من أرباح، ودور البورصة فيه. أعقب ذلك مقابلة مع مندوب وزارة الدفاع الهولندي بحضور السفير المصري لمناقشة موضوع الألغام، والذي أوضح أن الموضوع يمكن تنفيذه ولكن بحملة إعلامية ضخمة ودور دبلوماسي، خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي.