مخاوف عديدة عززتها كارثة زلزال المغرب، التي أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص بخلاف عدد المصابين، لدى شعوب المنطقة العربية من خطر مماثل قد يضرب دولهم، لا سيما وأن زلزال المغرب لم يأتٍ إلا عقب زلزال سوريا بأشهر قليلة، ما يعكس حركة نشاط زلزالي في منطقة الشرق الأوسط عموما. «العمري»: لا توجد دولة عربية بمنأى عن النشاط الزلزلي من جهته قال المشرف على مركز الدراسات الزلزالية ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، الدكتور عبدالله محمد العمري، إنه لا توجد دولة من الخليج العربي شرقا حتى المغرب العربي غربا، بمنأى عن الخطر الزلزالي، مشيرا إلى أن الحزام الزلزالي الأسيوي - الأوروبي يبدأ من جبال الهيمالايا وهي سلسلة جبلية تقع في آسيا، وتفصل سهول شبه القارة الهندية عن هضبة التبت مرورا بكل من إيران والعراق وحتى باكستان، وانتهاء بالقارة الأوروبية، بحسب حديثه ل«سكاي نيوز». الحزام العربي الأفريقي يبدأ عبر البحر المتوسط وأضاف «العمري»: «لدينا أيضا الحزام العربي الأفريقي والذي يبدأ عبر البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالسواحل التركية، وكل من لبنانوسوريا والأردن، ووصولا إلى مصر ويمتد إلى دول المغرب العربي، وهناك حزام صدع شرق القارة الأفريقية والذي يمتد من لبنانوسوريا وفلسطين والأردن، ويصل حتى سلاسل جبال غرب البحر الأحمر وحتى أديس أبابا». وتابع: «تتصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الأوراسية والأفريقية وتحدث الزلازل في تركيا مثلما حدث في فبراير الماضي، إذا اتجهنا غرباً نجد أن الصفيحة الأفريقية تصطدم مع الصفيحة الأوراسية في الشمال في المناطق قبالة قبرص وما حولها، وتنتج عنها زلازل في اليونان وبحر إيجة». منطقة النشاط الزلزلي تزداد في الجزائر وعن المغرب الغربي، قال إن منطقة النشاط الزلزالي تزداد من الجزائر اتجاها للغرب، وتتعرض المنطقة لعديد من الزلازل مثل زلزال الأصنام في الجزائر في العام 1980 وزلزال أغادير في 1960 وزلازل أخرى عبر التاريخ، مضيفا أن الزلازل في هذه المنطقة نادرة الحدوث، لكن إذا ما وقعت عادة ما تكون كارثية كما حدث في الزلازل المذكورة والزلزال الحالي. واختتم حديثه: «بالنسبة لخليج السويس، فلا تحدث بتلك المنطقة زلازل كثيرة، مقارنة بخليج العقبة، لا سيما وأن العقبة يربط البحر الميت بالبحر الأحمر، إذا اتجهنا جنوبا نجد خليج عدن، حيث ثلاثة أذرع زلزالية تلتقي عند هذه المنطقة».