لو شنقوك أخبرني في "منامي" بأنهم فعلوا، أن أراك بوجه "نازف" في أحلامي أمر ليس مقبض كما يبدو.. على "قضبان" المحطة نقشت اسمك كآخرين فلا تبتئس!، أخبرني قبلها بوقتٍ كافٍ.. فموعد إعدامك يهمني كي أستطيع إعداد نفسي لألملم بقاياك!.. "حديد" القطار القادم من بلدتنا سيدهس أحلامك مع العظام، رحلتك توقفت في محطتي، أنتظرك هناك في نعيمٍ صنع خصيصا لطلاب المدارس!. أنا لست مولعا ب"الولولة"، أنا فقط أندب حظ الآخرين، أعلمهم كيف يحزنون، لا كيف يضحكون، الأمس كان سيئا، واليوم أراه أكثر سوءا، لكني رغم كل شيء أنتظر منك، يا شقيقي الغائب، أن تبلغني "لو شنقوك أسفل قطار"، أنا لن أحزن لأني تعودت على الوجع، كما أنني لازلت قابض على أمل أن أحيا بين أحبتي كما كنت منذ عامين، ثغر ضاحك، وآمال تتجدد، وأنثى تملكني وأملكها، تنتظر يوم الزفاف!. حكومتنا تفتقر لمثل هذا الخيال، هي ترضخ فقط لنغم "صاحب ربابة" تتحلق حوله.. تستمع منه لقصص عن أمجاد فاتت، وحكاوي عن انجازات مرتقبة، حكومتنا تكسب قوتها من الفشل، وتملأ "حقائبها" المشبعة بالجهل، من أمجاد أسلافها ك"خدر" مؤقت، جميعنا لم نتعلم بعد فوائد ثقافة النجاح والفشل، لندرك أن الحياة ستستمر فقط إذا بنيناها على مبدأ أننا جبلنا على شعورين متناقضين.. حياتنا لن تستمر بفشل دائم أو نجاح باق. أنت كمصري، ما دمت مولعا ب"غائيتك"، ستنجح قليلا أو كثيرا، وفق رزقك، كما أن "بشريتك" ستجعل من المحتوم عليك أن تصنع نجاحا بعد فشل وأن ينالك تبسما بعد العبوس، يا حكومتنا، "الغنية بغبائها"، الفشل هو مصنع النجاح، وقد كتب علينا الإخفاق لنتعلم "السير" لا أن نقبع في "الوحل" منتظرين "الفرج".. يا حكومتنا، ألم السقوط أجدى في أن نكتسب الهمة، وأن نتعلم كيف نصنع لأنفسنا ومواطنينا "متعة" الوقوف على القمة ولو قليلا، أو حتى الانتشاء ببر أمان. آثرت أن أتحدث عن فلسفة النجاح والفشل، التي آلمتني نفسيا، لأن "محلب" بحاجة لهذا الحديث، بعد أن رأيت أن التفكر في الفلسفات عموما بعيد عن حكوماتنا الموهوبة بالقتل، المريضة بالفشل فقط، حكومتنا تنجح فقط في تقديم "الموت المجاني"، وتتألق فقط في تصدير الفشل والقهر والجوع. حكومتنا تمنح مواطنيها آلاما مدفوعة من دمائهم، ليصنعوا نجاحهم الخاص في الهروب من جحيم البلد إلى جنة "الذبح" على شواطئ ليبيا، الحكومة تتخفف من أوزارها بتخفيف أعداد الشعب، موتا، وتخلع يوميا قطعة جديدة من ملابسها لتظهر سوءاتها دون خجل، والوطن يخسر كل يوم من رصيده لدى أبناءه، منك لله يا حكومة!.