ما بين زجاجًا مهشمًا، ومقاعد متهتكة، وصنابير مياه لا تحبسها داخلها، فتغرق الفصول، يتلقى الكثير من الطلاب تعليمهم في مدارس متفرقة بالجمهورية، كاتمين صرخات الرفض والألم، طلبًا للعلم والحصول على الشهادات الدراسية، إلا أن الأمر لم يقتصر على ذلك، حيث يتعرض الطلاب للعنف من قبل المعلمين. ورغم انتشار مقولة "من علمني حرفًا صرت له عبدًا" التي تكاد تردد بشكل شبه يومي، على أذن الطلاب داخل مدارسهم ودروسهم ومنازلهم، ويحثهم آبائهم على طاعة المعلم واحترامه، إلا أن "وليد.م"، أحد معلمي مدرسة بورسعيد التابعة لإدارة السيدة زينب الإبتدائية، عكس تلك الصورة تجاه المدرس، بعدما ضرب الطالب الطالب "إسلام شريف" بالصف الخامس الإبتدائي، أمس، على رأسه، محدثًا إصابته بنزيف حاد في المخ. عقب تلك الواقعة، نقل إسلام على الفور إلى مستشفى القصر العيني، إلا أنه لم يكمل إلا ليلة واحدة، وتوفي صباح اليوم، متأثرًا بجراحه، لتشهد أول حالة عنف بشكل مبالغ فيه، في عهد الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم الجديد، بعد تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي له، الخميس الماضي، ليتخذ قرارًا بفتح تحقيق عاجل، مشيرًا إلى أن المدارس للعلم والتربية وليست للتعذيب والضرب، مؤكدًا أنه سيكون هناك عقوبات صارمة ضد المعلم عقب انتهاء التحقيقات.