قال ناشطون بالمعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الأسد أطلقت نيران الدبابات المكثفة ووابلا من الصواريخ على إحدى ضواحي دمشق، أمس الخميس، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى، وذلك قبل يوم واحد من الموعد المقرر لسريان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأممالمتحدة. وقال الناشطون إن "القتال تفجر في حرستا، الواقعة إلى الشمال الشرقي من دمشق، عندما تجاوز مقاتلون من المعارضة حواجز طرق أقامها الجيش". وكان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، قال أمس الأول إن "الأسد قَبِلَ وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى". وأعربت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، أمس الأول الأربعاء، عن تشككها حيال مشروع الإبراهيمي لوقف إطلاق النار، معتبرة أن هناك نقص في المصداقية لدى النظام السوري. وكان من المقرر أن تعلن وزارة الخارجية السورية الموقف النهائي في شأن الهدنة أمس، فيما أبدى الجيش السوري الحر استعداده لوقف إطلاق النار في حال التزام النظام بذلك أولا. وفي الوقت نفسه أعلنت "جبهة النصرة"، التي لا تشكل جزءا من التركيبة العسكرية للجيش الحر، ويشتبه في ارتباطها بتنظيم القاعدة، رفضها للهدنة. واعتبر رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن "السبب الوحيد الذي يمكن أن يجعل النظام يقبل وقف إطلاق النار هو منح بعض الوقت للجيش للراحة وإعادة تنظيم صفوفه". وأضاف: "على الأرض الهدنة عمليا مستحيلة، خصوصا بسبب وجود مجموعات من الجانبين لا تأتمر بأوامر أحد". ومن جانبه، توقع رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، أمس الخميس، أن يعلن الأسد بالأمس قبول وقف إطلاق النار. وأضاف أردوغان، في معرض إجابته على أسئلة الصحفيين عقب أدائه لصلاة عيد الأضحى في اسطنبول، أن "الحكومة التركية تتابع موضوع وقف إطلاق النار"، مؤكدا حرص حكومته على حياة كل مواطن سوري. وفي سياق متصل، قال محققو الأممالمتحدة في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، أمس، إن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" تحدث في سوريا، مؤكدين أنهم يسعون إلى زيارة دمشق. وقالت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي، العضو في اللجنة، للصحفيين في جنيف إنها "ستشارك في رصد وتوثيق الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان"، لكنها أوضحت أنها قد تركز على "تحديد الشخصيات السياسية والعسكرية عالية المستوى (المسؤولة عن هذه) الجرائم". وشكلت اللجنة قبل أكثر من عام، لكنها لم تحصل بعد على إذن بالدخول إلى سوريا.