قال سفير مصر في أمريكا، محمد توفيق، إن مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشكيل قوات عربية مشتركة ليس مجرد حلم، بل هو "رؤية"، مشيرا إلى مشاورات مع أطراف عربية لبحث المشروع. وأكد أن مصر لا يمكنها التنصل من مسؤولياتها والسماح لتنظيم "داعش" بإمساك الوضع بليبيا، نافيا صحة التقارير عن عدم قدرة القاهرة على تحمل عملية من هذا النوع بسبب أوضاعها المالية والسياسية. وأوضح توفيق، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، ردا على سؤال حول الدول التي قد تنضم إلى القوات العربية الموحدة التي طلب السيسي تأسيسها، "الرئيس كان يعبر عن وجهة نظره حول التحديات التي يواجهها العالم العربي، وضرورة أن يحلها العرب بشكل جماعي، أما بالنسبة للطريقة التي سيحصل فيها هذا الأمر فإنها متروكة لمشاوراتنا مع شركائنا في العالم العربي". ولدى سؤال توفيق ما إذا كان ذلك يعني أن السيسي تحدث عن حلم وليس عن أمر واقعي، رد بالقول "كلا، ليس هذا ما قصدته، لقد قلت إنه يتحدث عن رؤية وهي لا تقتصر على مصر وحدها، مصر تتحرك حاليا بمفردها وهي تخوض المواجهة ضد الإرهاب، ولكن لديها رؤية لعمل مشترك يتطلب التشاور مع شركائنا". وحول ما إذا كانت تلك القوات ستقوم بالمشاركة في المعارك البرية بالعراق مثلا، رد السفير المصري بالقول "يصعب علي من موقعي هذا الدخول في سيناريوهات افتراضية، ولكن يمكنني القول بأننا جزء من تحالف دولي وجزء من جهد عربي مشترك، وسنقوم ببذل أقصى ما بوسعنا، ولكن مصر تلعب أيضا دورا قياديا في المنطقة على صعيد مواجهة التطرف والإرهاب". وحول المقال المنشور بصحيفة "نيويورك تايمز"، الذي اعتبر أن مصر تورط نفسها في الحرب بليبيا، ولكنها ليست قادرة على تحملها بظل أزماتها الاقتصادية ومشاكلها للسياسية، قال توفيق "لا أوافق على هذا الرأي، أظن أن الشعب المصري يؤيد رئيسه بنسبة 100% بالقرار الذي اتخذه، ولا يمكن لنا أن نقف ونرى شعبنا يقتل بهذه الطريقة الوحشية دون أن نحرك ساكنا". واستطرد مضيفا "أما كيف نتعامل مع قضية داعش في ليبيا، فهذه مسألة كبيرة، وهي لا تمثل تحديا لمصر فقط بل للمجتمع الدولي برمته، وما نقوله نحن هو أننا ندعم جهود الأممالمتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن في الوقت نفسه علينا أن نتحرك ضد إرهابيي داعش الذين لن يؤدي الاتفاق السياسي إلى اختفائهم، بل علينا التعامل معهم لأنه من غير المقبول بالنسبة لنا في المجتمع الدولي السماح بسيطرة داعش على أجزاء واسعة من ليبيا أو على ليبيا بأسرها، فعندها سيكون التعامل مع الوضع أصعب بكثير". وعن حقيقة وجود مشاكل مالية تواجه مصر، رد توفيق "الاقتصاد المصري يتحسن، ونحن نرى مستويات كبيرة من النمو، هناك معدلات عالية للبطالة ولكنها بدأت تنخفض، وبالتالي نحن في وضع جيد وعلى الطريق الصحيح، ولكننا في الوقت نفسه نواجه مسؤوليات إقليمية تجاه شعبنا وتجاه المنطقة بأسرها، ولا يمكننا التنصل من تلك المسؤوليات".