وقف فى وسط الملعب، الذى طالما نال بداخله الكؤوس والميداليات، بوجهه البشوش، يصافح الجميع، الدكتور محمود شكرى صاحب الابتسامة كما يلقبه أصدقاؤه ومحبوه، خلال افتتاح البطولة العربية لأندية الكرة الطائرة، المقامة حالياً على الصالة المغطاة باستاد القاهرة، ولكن لم يكمل يومين حتى وافته المنية مساء الأحد الماضى، فى حادث سير بالطريق الدائرى. جمع «شكرى» بين الفن والرياضة، وطوال سنوات عمره التى توقفت عقب الحادث الأليم كان نموذجاً للرياضى الفنان، غادر الدنيا ومعه زوجته رفيقة الحياة والممات بعد مشوار مهنى ورياضى حافل بالإنجازات. محمود حسين مصطفى شكرى، الاسم الكامل له، وشهرته محمود شكرى، حقق إنجازات عديدة مع الرياضة المصرية بصفة عامة، ورفع الأثقال بصفة خاصة، حصل على الوسام الفضى من الاتحاد الدولى لرفع الأثقال لجهوده فى النهوض باللعبة على المستوى الدولى والأفريقى والعربى. تقلد مناصب مختلفة، حيث تولى رئاسة الاتحاد المصرى، ورئيس اللجنة الفنية الحالية بمجلس إدارة الاتحاد، وعضو اللجنة الفنية بالاتحاد الدولى، ونائب رئيس الاتحاد الأفريقى، وعضو اللجنة الأولمبية المصرية، وكان عميداً سابقاً لكلية الفنون التطبيقية. ابن مدينة الشرقية المولود بها فى الأول من مايو 1947، حصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان عام 1969 تخصص نحت، واستكمل مشواره بدكتوراه الفلسفة فى النحت من كلية الفنون التطبيقية 1982. يُعد الفنان الراحل من أبرز مصممى الميداليات والأوسكارات، وأشهرها أوسكار مهرجان الإذاعة والتليفزيون عام 1995، ونال جوائز وتكريمات طوال مشواره الفنى، من بينها جائزة التحكيم بينالى الإسكندرية لدول البحر المتوسط 1994، الجائزة الأولى (نحت) معرض نيبال الدولى نيبال 1997، الجائزة الأولى نصب تذكارى لشهداء الطائرة الفرنسية بشرم الشيخ، وجنوب سيناء 2004، وتقتنى أعمالَه عدد من الجهات والمتاحف بمصر والخارج مثل متحف الفن المصرى الحديث، ومتحف جابروفو وبلغاريا ومتحف تيتو وبلجراد وصرب. النحات والرياضى محمود شكرى، العميد الأسبق لكلية الفنون التطبيقية، كان إحدى علامات حركة النحت المصرى المعاصر، لما لديه من سيرة ذاتية مشرفة وحافلة بالإنجازات. أعلنت اللجنة الأولمبية المصرية الحداد لمدة ثلاثة أيام حزناً على وفاته، كما نعته جمعية محبى الفنون الجميلة، برئاسة الفنان الكبير أحمد نوار، وأعلنت إلغاء أى فعاليات تقام بها لمدة ثلاثة أيام.