أعلن مصدر مسؤول في وزارة الصحة والسكان، عن وجود إصابات بين العائدين من مدينتي سفاجا والقصير في البحر الأحمر بحمى الضنك، وليس بمحافظة قنا، كما تردد خلال الساعات الماضية، مؤكدًا أن الإصابات ناجمة عن انتشار البعوض في هذه المناطق، وأن عدد المصابين بها لا يتعدى 100 شخص تلقوا العلاج في منازلهم، وأنه غير معدٍ ولا ينتقل من شخص لآخر. الحشرات الضارة والنافعة الدكتور علي أحمد يونس، وكيل كلية العلوم بجامعة القاهرة، أستاذ علم الحشرات، يكشف ل«الوطن»، عن دور البعوض في نقل مرض حمى الضنك، قائلا إن الحشرات يتم تصنيفها لضارة ونافعة بناءً على علاقتها بالإنسان وبيئته، فالحشرات النافعة مصطلح يطلق على الحشرات التي تكون نافعة، وتقدم بعض الخدمات المفيدة للإنسان ولا تسبّب أي ضرر أو أذى له بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومن الأمثلة عليها دودة «القز»، التي تقوم بإنتاج الحرير، الذي يستخدمه الإنسان في صنع الملابس، والنحل الذي يقوم بإنتاج العسل المفيد للإنسان، إضافة إلى العديد من الحشرات التي تقوم بتحسين التربة وإبادة بعض أنواع الحشرات الضارّة وغيرها من المنافع التي تقدمها الحشرات النافعة للإنسان. أما الحشرات الضارّة، فهو مصطلح يطلق على الحشرات التي تسبّب ضررا للإنسان وتشّكل في كثير من الأحيان مشكلة صحيّة، مثل البرغوث، حيث يعتبر ناقلاً لأمراض خطيرة مثل الطاعون، والقمل، الذي ينقل مرض «التيفوس»، وكذلك الذباب والبعوض، الذي يتسبب في مشاكل صحية كثيرة للبشر والحيوانات، بحسب ما يؤكد «يونس». الأمراض المنقولة عن طريق البعوض وكشف أستاذ علم الحشرات، عن أن الأمراض المنقولة عن طريق البعوض تشمل: الملاريا وحمى الضنك، وداء الفيل، و فيروس غرب النيل، والحمى الصفراء، والتهاب الدماغ الياباني، والتهاب دماغ القديس لويس، والتهاب الدماغ الخيلي الغربي والشرقي والفنزويلي وغيرها من الأمراض. 700 مليون شخص على مستوى العالم بمرض منقول بالبعوض كل عام ويضيف أستاذ علم الحشرات، أنه يصاب قرابة 700 مليون شخص على مستوى العالم بمرض منقول بواسطة البعوض كل عام، ويتسبب في وفاة ما يقرب من مليون شخص سنويا في جميع أنحاء العالم، أبرزها الأمراض الفيروسية مثل الحمى الصفراء، وحمى الضنك، التي تنتقل عن طريق بعوضة تسمى «الزاعجة»، وأمراض فيروسية أخرى كوباء التهاب المفاصل، وحمى الوادي المتصدع، والتهاب دماغ القديس لويس، وفيروس غرب النيل، والتهاب الدماغ الياباني، وأنواع أخرى من التهاب الدماغ تنتقل عن طريق أنواع أخرى من البعوض، والتهاب الدماغ الخيلي الشرقي والغربي، الذي انتشر في الولاياتالمتحدة، وكان يصيب البشر والخيل وبعض أنواع الطيور، وهذان الالتهابان يعتبران من أخطر الأمراض المنقولة من البعوض بسبب معدل الوفيات الهائل، وأعراضهما تبدأ من إنفلونزا خفيفة إلى التهاب للدماغ، وتنتهي بالإصابة بالغيبوبة والموت. الملاريا وأشار إلى أن البعوضة الأنثى المسماة ببعوضة «الأنوفيليس» تنقل الطفيل المسبب للملاريا، وتُعد الملاريا المسبب الرئيسي للوفاة المبكرة، خصوصا للأطفال تحت الخمس سنوات، إذ سجلت منظمة الصحة العالمية على سبيل المثال ما يقارب 207 ملايين حالة، وأكثر من نصف مليون وفاة في عام 2012 فقط، وفقا للتقرير العالمي عن الملاريا الذي تصدره منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى أن الفترة التي تتغذى فيها البعوضة ليست محسوسة في الغالب، إذ إن الإحساس لا يكون إلا بعد ردة فعل الجهاز المناعي. كيفية الإصابة ولفت إلى أنه عندما تلدغ البعوضة فهي تضع بعض اللعاب ومضادات التخثر داخل الجسم، ومع أول لدغة للبعوضة لن يكون هناك رد فعل من الجهاز المناعي، لكن مع اللداغات التالية يعمل الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة، ثم تلتهب اللدغة في غضون دقائق، وكلما كثرت عضات البعوض كلما زادت حساسية الجهاز المناعي إلى أن تسبب العضات في غضون دقائق بشرة حمراء ذات حكّة. والبعوض الناقل للأمراض الفيروسية لا يصاب بالفيروسات التي يحملها، بسبب أن جهازه المناعي يتعرف على الفيروس باعتباره جسمًا مجهولًا فيقوم ب«قطع» الترميز الجيني لهذا الفيروس ليبقيه جامدا، كما أن إصابة الشخص بأي مرض فيروسي منقول بالبعوض؛ يحدث عندما تقوم البعوضة الأنثى الحاملة للفيروس بعضّ الإنسان للحصول على وجبة دم منه، وفقًا ل«يونس». انتشار الأوبئة ويقول يونس، أن البعوض نقل أمراضًا لأكثر من 700 مليون شخص سنويا في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى والمكسيك ومعظم أجزاء آسيا، مما سبب حالات وفاة كثيرة، أما في أوروبا وروسيا وجرينلاند وكندا والولاياتالمتحدة وأستراليا ونيوزلندا واليابان وباقي الدول المتطورة، فلم تعد هناك حالات وفيات من الأمراض المنتقلة من البعوض، إلا نادرا جدا. ويضيف: في الماضي وقبل السيطرة على الأمراض المنقولة عبر البعوض كان هناك عشرات الآلاف من الحالات والوفيات من هذه الأمراض، وكان البعوض الوسيط الذي أدى إلى انتشار مرضي الملاريا والحمى الصفراء من شخص إلى شخص. انتشار الأمراض المنقولة عبر البعوض يرجع للتغيرات المناخية ويؤكد أستاذ علم الحشرات، أن البعوض أفضل مثال يصف المخلوقات الحاملة للأمراض، ويُعرف البعوض بأنه ينقل مختلف أنواع الميكروبات كالفيروسات والطفيليات، وهذه الطفيليات والأمراض عادة ما تكون في مناطق معينة، مثلا مرض حمى الضنك، هو مرض فيروسي ينتقل عن طريق البعوض، وينحصر في بعض الأماكن من العالم، وصار جليا أنه وبسبب تغييرات المناخ، بدأ البعوض بنقل الأمراض إلى أوروبا بعدما كانت نادرة، كالملاريا في اليونان، ومرض شكونغنا في إيطاليا وفرنسا، و فيروس النيل الغربي في شرق أوروبا. حمى الضنك من أبرز الأمراض المنقولة بالبعوض ومرض حمى الضنك، مرض يُنقل بالبعوض وينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم، وتتسبب حمى الضنك الخفيفة في الإصابة بحمى شديدة وظهور أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، ويمكن أن يؤدي أحد أشكال حمى الضنك الشديدة والمعروف باسم حمى الضنك النزفية إلى نزيف وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم والوفاة، وفقًا ل «يونس». ملايين الحالات تُصاب بعدوى حمى الضنك حول العالم كل عام ويقول أستاذ علم الحشرات، إن ملايين الحالات تُصاب بعدوى حمى الضنك حول العالم كل عام، وهي أكثر شيوعًا في جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ الغربية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا. ولكن أصبح هذا المرض ينتشر في مناطق جديدة، بما في ذلك تفشيه محليًا في أوروبا والمناطق الجنوبية من الولاياتالمتحدة. طرق منع العدوى ويعمل الباحثون على إيجاد لقاحات لحمى الضنك، أما في الوقت الحالي، فأفضل طريقة لمنع العدوى في المناطق التي تشيع فيها الحمى، هي تجنب لدغات البعوض واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من أعداد البعوض، وفقًا لأستاذ علم الحشرات.