دراسات علمية صادمة عن الحب أظهرت أن الكيمياء التى تحدث بين رجل وامرأة وينتج عنها «الحب» تنتهى فعلياً بعد ثلاث سنوات من اللقاء الأول، وهذا يفسر ملل الأزواج وفقدان الشعور الأولى الذى جمعهما. فقد يتبقى شعور بالحنان أو العشرة أما حالة النشوة الأولى والانجذاب الساحر فلن يدوما. وقتها يطرح السؤال الكبير: ما العمل؟ لن أكمل الكتابة عن هذه الدراسات فالنقاش العلمى حول الحب يعتبر رفاهية على المستوى المحلى لأن الحب مبدأ اجتماعى غير مقبول من اللحظة الأولى كى نهتم بما سيحدث بعد ثلاث سنوات. مر علينا عيد الحب من يومين. ومثل كل عام ذات الجدل.. من هو القديس فلانتين؟ حرام الاحتفال بعيد الحب. كيف تحتفلون بعيد للنصارى. فلانتين أحل علاقات محرمة. المسكين فلانتين ذنبه أنه دفع الناس لتبادل الورود والهدايا والبحث عن محبيهم وتهنئتهم. لكن التطرف الدينى الذى تقوده جماعات الرجعية وشلل إبادة العواطف سيزمجرون: لا للحب. والتطرف الاجتماعى المعقد الذى لم يعش العاطفة بحياته سيدفع بها، أو به، لإعلان الخصومة مع فلانتين لارتباطه بشىء افتقدوه، ليس أمامهم وقتها سوى شن الحرب على كل وردة حمراء وكل علاقة عاطفية تذكرهم بقسوتهم وجفاف حياتهم المادية. لمَ نخاف من الاعتراف بعلاقات الحب؟ ولمَ نمنع الحب؟ ولماذا تتدنى قيمة السيدة التى تحب ببعض المجتمعات العربية عن مرتبة السيدة المحترمة؟ ولماذا تعلمنا أن نسير كنساء عاقدات الحاجبين. ولماذا إذا ابتسم لنا أحدهم بالشارع نغضب ونعتبرها إهانة وتحرشاً، ولمّا يبتسم لنا الرجال بالغرب فنتفهم أنه ضمن آداب التعامل مع المرأة؟ وكيف ندرس بمناهجنا التعليمية دروساً عن أشعار الغزل العربية القديمة والأدب العربى الملىء بالحب والهيام وضياع العاشق لأجل معشوقته بالمدرسة نفسها التى نتلقى بها حصصاً دينية تعلمنا أن الحب حرام وأن الاختلاط فى الأصل حرام، وتربية مجتمعية وعائلية تشمئز من كلمة (عشق) وتعتبرها قمة الدناءة الأخلاقية. كيف أفهم أن العرب (فضحوا) اسم الحبيبة بأشعار تسمعها كل القبائل ويسجلها التاريخ بفخر واعتزاز، ثم تحولوا إلى أمم تنتظر اسم حبيبة ليظهر على السطح فتهشمه وتدوس عليه استنكاراً لفعلة صاحبته الشنيعة. أصلنا الحقيقى كان «عنتر وعبلة، وعروة وعفراء، وقيس وليلى، وجميل وبثينة، وعمرو وهند»، وهدايانا كانت شعراً ونثراً. أما حالة الخجل من الحب فدخيلة علينا سببها نكسة مرت بنا. وأصلنا الحقيقى هو الذى يدفع كثيرين منا للاحتفال رغم نار القطيعة والتحريم ومحاولات حثيثة لبث الكراهية بين الجنسين وأن الرجل ذئب والمرأة غاوية وسبب دخول جهنم. فلانتين مات.. انسوه، وجربوا العشق يوماً.