تلدك من رحمها حالماً، وتملأ قلبك بأغانى الأمل، وتسرد لك أمنيات المستقبل، تكبر على طموحها ولكنك تجد أقصاه التباهى بالماضى وسرد قصص الأقدمين، بل وإن رمقت المستقبل بنظرات الإشراق تعاديك لأنك نسيت أصلها!! تتعلم لأجلها وتدق أبواب الملكوت كى تتباهى يوما بك، وتتغرب فى ويشيب شبابك كى تصبح باحثاً ومثقفاً ومستنيراً، وعندما تأتى إليها تجدها فى أحضان أكياس الدنانير المتدلية من سروال أخيها العربى، أو تجدها تحت أقدام سبائك الدولارات المتدنية بنوايا صديقها الغربى!! تشكو التقشف من السبع العجاف، فترمى أنت بعرقك بذوراً تنبت قمحاً فى صحاريها العوانس، وعندما تلتقى السبع السمان تبيع قمحك بلا حمد ولا شكر، وتشمئز من ثمرة عرقك!! تنظر فى عينيها الدافئة فتسحرك، وتتراقص معها على أنغام فيروز، وآخر المساء ترافقها فتترك لك الفراش لتخلد للنوم وحدك وتذهب هى للنوم فى أحضان العامة!! ترجوها زوجة حسب شعائر السماء، تتهمك بالخيانة والرجعية وأبهات صورة الحب المتحرر، تصادقها ويلقبونك الناس عشيقاً ومنحلا، تهتف معهم لإسقاطك وتستقطب رجال الدين حراماً وحلالاً على عشقك!! تستورد لك حبوب الذكورة من الخارج، فيفيض شعورك تجاهها، فتجدها تلومك وتستنكر نيران الحب الملتهبة فى صدرك وتقاضيك متهمه إياك بالتحرش!! تلقى بك فى أول صفوف الحرب مدافعاً عن بكوريتها، فتموت أنت لأجل الشرف، فتنتج هى أفلاماً ومسلسلات عن حياه الراقصات اللاوتى رقصن فرحاً فى ميتمك!! تجتهد طامحاً فى فيزا لتتركها بعد كل ذلك وتبحث عن عشق آخر أو لربما غربتك قد تجعلها تحن إليك، فتجدها فاتحة أبواب مطاراتها على مصراعيها وتبيع المنديل التى كانت ستودعك به وتشترى تنورة قصيرة لربما فى المطار تجد رفيقاً من الأجانب!! وبعد كل ذلك لا تجد أمامك سوى دموع تنسكب من سنينك المهدرة، ونزيف قصائدك عشقاً فيها ولا تجد أمامك سوى أن تبتسم لأنهم علموك فى الصغر « هم يبكى وهم يضحك « ولكنك ستستمر فى عشقها عزيزى « أنا « ولا تسأل كيف، أو لماذا، ولا تلوم نفسك دائما ب « إنه حقاً مرار طافح».