نبأ حزين انفطرت له قلوب أمهاتهم بعد أن قصدوا الأراضي الليبية باحثين عن "باب رزق"، قبل أن ينشر تنظيم "داعش" الإرهابي مقطع فيديو يوثق عملية إعدام ل"21" مصريًا تم اختطافهم قبل أسبوع على يد التنظيم، لتسيطر حالة من الحزن الشديد على أهالي وقرى الشهداء المصريين. وعلى الفور بعد تداول مقطع الفيديو قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخروج في كلمة مقدمًا فيها العزاء للشعب المصري وأسر الشهداء، مشيرًا إلى أن مصر تحتفظ لنفسها "بحق الرد" على المجرمين القتلة، قبل أن تعلن رئاسة الجمهوية عن حداد لسبعة أيام، كما عقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا طارئًا مع عدد من الوزراء المعنيين لبحث سبل عودة جميع المصريين من ليبيا، وأكد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عقد اجتماع طارئ، الأربعاء المقبل، يشهد سبل مواجهة الإرهاب. كما ترأَّس الرئيس السيسي، اجتماعًا عاجلًا لمجلس الدفاع الوطني، في قصر الاتحادية الرئاسي، لبحث الرد على جريمة تنظيم "داعش" الإرهابي، في حضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وسامح شكري وزير الخارجية، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، واللواء خالد فوزي مدير المخابرات العامة. ونعى مجلس الدفاع الوطني شهداء مصر الأبرار، الذين سقطوا ضحية أعمال إرهابية خسيسة، مؤكدًا لذويهم وللشعب المصري العظيم أنه سيثأر لدمائهم الغالية. وعلى المستوى الداخلي نعى عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، ضحايا إرهاب "داعش"، مؤكدًا أن هذا التنظيم لا علاقة له بالإسلام، كما وجَّه الأزهر رسالة تعزية للبابا تواضروس، كما نعت غرفة صناعة الإعلام ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ومفتي الجمهورية الجريمة التي نفَّذها التنظيم الإرهابي في 21 مصريًا، فيما نعت حركة "تمرد 25-30" شهداء مصر وشهداء الأقباط، مطالبة بالقصاص. وعلى المستوى الخارجي، نعت جامعة الدول العربية، والحكومة الأردنية، والسفير الليبي بالقاهرة، والسودان، وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ووزير الخارجية فيليب هاموند، العمل الإرهابي ضد المصريين. كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، ومجلس النواب الليبي، الحادث الإرهابي معلنين الحداد 3 أيام، تضامنًا مع الشعب المصري. وقال اللواء خليفة حفتر، إن "التدخل العسكري المصري في ليبيا ليس من المحبذ أن يكون بقوات برية بل تدخلًا جويًا لا يطال الأرض"، مؤكدًا أنه يرغب أن يكون التعاون المصري واضحًا وسريعًا، وليس سريًا، مضيفًا أن ضربات التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب لو حدثت في ليبيا "ستسعدنا"، وسنتعاون مع الجيش المصرى لضرب "داعش" داخل ليبيا بكل ما نملك. وأضاف حفتر، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم 2"، أن فيديو الذبح الذي وقع للمصريين، حدث مثيله مع الليبيين، مؤكدًا أن الأمر يمثِّل جريمة بشعة، تكشف الخطر الذي يتهدد الدول العربية جميعها، مشيرًا إلى أن الجيش الوطني الليبي حقق نجاحات كبيرة في الحد من المجموعات الإرهابية، مؤكدًا أنه "لولا ذلك لرأيتموهم في القاهرة بكثافة". وكشف حفتر، أن هناك ثلاث دول تمد الإرهابيين في ليبيا بالدعم المادي واللوجستي، هي السودان وقطر وتركيا، مؤكدًا أن بعض العناصر من داخل ليبيا تسهل دخول تلك المجموعات. وكان التنظيم الإرهابي أعلن اختطافه ل21 مصريًا من العاملين في الأراضي الليبية، قبل أسبوع، ونشر التنظيم، مساء أمس، مقطع الفيديو الذي ظهر فيه التنظيم وهو ينفذ حكم الإعدام في المصريين على الشواطئ الليبية.