مع نسمات الصباح الأولى يخرج «عبدالله» الشاب العشريني باحثًا عن الرزق، طبيعة عمله قاسية فهو نباش في مقالب القمامة وتحديدًا في منطقة الفلاحة بالمرج، ساعات العمل التي يقضيها «عبدالله» في النهار لا تتوقف فيها المناوشات مع النباشين وجامعي القمامة فتحاول كل مجموعة منهم أن تستحوذ على مقالب القمامة حتى تستخرج منها المهملات من الخردة لإعادة بيعها. القتل بين أكوام القمامة قبل يومين كانت والدة الشاب العشريني «عبدالله» تجلس في المنزل وهو يبعد مسافة 500 متر عن ملقب القمامة الذي يعمل فيه نجلها الأكبر، وفجأة انتبهت إلى بكاء وصرخات نجلها الصغير «ياسين» البالغ من العمر 9 سنوات يخبرها بأن شقيقه «عبدالله» غارق في دمائه وملقى بين أكوام القمامة، أسرعت الأم وقطعت تلك المسافة في دقائق قليلة وهي تجري على الأقدام حتى لحقت نجلها وهو يصارع الموت واختضنته قبل أن تسلم جثمانه للمسعفين. القبض على المتهم بقتل جامع القمامة في المرج بعد الحادث بساعات قليلة نجح الفريق الأمني المكلف بجمع المعلومات في القبض على المتهم بقتل «عبدالله.م» 21 سنة وتبين أنه جامع القمامة «أحمد.ر» 28 سنة الذي دخل في مشاجرة مع المجني عليه بسبب محاولة المتهم طرد الأخير من مقلب القمامة حتى يتمكن بمفرده من استخراج المهملات من «علب الكانز» وزجاجات المياه وغيرها من المهملات التي يعاد بيعها لمخازن الخردة. تمسك المجني عليه بمقلب القمامة وعدم ومغادرته لقرابته من منزله، مما كان سببًا في الصدام مع المتهم الذي أخرج «مطواة» كان يخفيها في ملابسه وسدد سيل من الطعنات في جسد المجني عليه فمات في دقائق قبل نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج في مشهد مؤلم، كادت والدته أن تموت كمدًا من هول الصدمة، فكان نجلها هو الأب والابن وعائل الأسرة الوحيد بسبب وجود والده في السجن لقضاء عقوبة. عقوبة المتهم بقتل جامع القمامة يقول الخبير القانوني حازم محمد في حديثه ل«الوطن»، إنَّ جريمة قتل جامع القمامة أو نباش المرج هي جريمة مكتملة الأركان بعد أن اعترف المتهم بجريمة وأقامت النيابة العامة أدلة الاتهام ضده وقررت حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، وأن العقوبة المتوقعة هي الإعدام شنقًا.