أستاذ علوم سياسية: نسعى للوصول إلى نظام عادل يستطيع الناخب من خلاله اختيار ممثليه بحرية

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن لكل نظام انتخابى مميزات وعيوباً، وإن من أشهر النظم الانتخابية فى العالم: النظام الفردى، ونظام الانتخاب بالقائمة؛ سواء النسبية أو المطلقة.
د. إكرام بدر الدين: اختيار قضايا المحور السياسى جاء فى وقته.. ويجب مناقشتها ب «تمعن وحذر»
وأضاف فى حواره ل«الوطن»: «بالتأكيد لن نستطيع الوصول إلى نظام انتخابى مثالى، لكننا نسعى للوصول إلى نظام عادل يستطيع الناخب من خلاله اختيار ممثليه بحرية وشفافية»، لافتاً إلى أن النظام الانتخابى الأنسب لمصر هو النظام المختلط بين الفردى والقائمة، وأن اختيار قضايا المحور السياسى «جاء فى محله ووقته المناسبين، بالرغم من أن كل القضايا فى هذا المحور مهمة للغاية ويجب مناقشتها بحذر وتمعن».
ما أشهر النظم الانتخابية الموجودة فى مصر؟
- النظم الانتخابية فى علم السياسة متعددة، وكل منها يتم اللجوء إليه فى الحالة الأنسب له ووفقاً لما يحتاجه الوضع وقتها. ومن أشهر النظم الانتخابية فى علم السياسة نظام الانتخاب بالدوائر الفردية أو النظام الانتخابى الفردى، وهناك نظام الانتخاب بالقائمة، سواء القائمة النسبية أو القائمة المطلقة، وكل نظام منها له العيوب والمميزات التى تخصه، بالتأكيد لن نستطيع الوصول إلى نظام انتخابى مثالى، لكننا نسعى للوصول إلى نظام انتخابى عادل يستطيع الناخب من خلاله اختيار ممثليه فى الانتخابات بحرية.
ما مزايا النظام الفردى وما عيوبه؟
- النظام الانتخابى الفردى أو نظام الدوائر الفردية تقسم فيه الدولة إلى عدد من الدوائر يساوى عدد أعضاء المجلس التشريعى أو المجلس الذى يتم انتخاب أعضاء له، ويمثل كل دائرة مرشح واحد فقط من هذه الدائرة، وفى هذه الحالة يفوز الحاصل على أعلى الأصوات، ويتميز هذا النظام أنه سهل وبسيط، ويكون المرشح معروفاً للناخبين لأن الدائرة لا تكون كبيرة جداً أو غير متسعة، وهناك أساليب أخرى من يفوز يحصل على أغلبية الأصوات، أى من يحصل على أعلى الأصوات من المرشحين يكون هو الفائز، وهذا أسلوب الانتخاب بالأكثرية، ولكن يعيب هذا النظام أن المرشح يفوز إذا حصل على نسبة كبيرة من الأصوات لكنها لا تمثل الأغلبية، كما أنه يستبعد نسبة أصوات حصل عليها المرشحون الآخرون، أى يهدر أصوات الناخبين التى قد تكون هى الأغلبية.
حدثنا عن مزايا نظام القائمة النسبية وعيوبه؟
- القائمة النسبية تأتى ضمن نظام الانتخاب بالقوائم بشكل عام، ويتم اللجوء إلى هذا النظام فى حالة وجود أحزاب متعددة، وهو يختلف تماماً عن نظام الانتخاب الفردى، فى نظام القائمة النسبية يتم تقسيم الدولة إلى عدد من الدوائر يترشح فى كل منها مجموعة أو قائمة تكون تابعة لحزب معين وتمثله، وفى هذا النظام يختار الناخب قائمة بها مجموعة من الأسماء التابعة لحزب معين، بغض النظر إذا كان الناخب يعرف كل أعضاء هذه القائمة أو لا، وربما يعرف بعض الأشخاص منهم ممن لديهم شعبية أو من المعروفين لدى الرأى العام، وهذا من عيوب نظام القائمة النسبية.
هل هناك أهمية لترتيب الأسماء فى نظام القائمة النسبية؟
- الناخب فى نظام القائمة النسبية تكون مرجعيته برنامج الحزب نفسه الذى تمثله القائمة، لذلك ترتيب الأسماء فى نظام القائمة النسبية له أهمية كبيرة، ويتصدر القوائم النسبية فى أغلب الأوقات أشخاص لهم شعبية كبيرة أو معروفون للرأى العام، والناخب فى نظام القائمة النسبية لا يستطيع أن يُدلى بصوته لمرشح معين دون الباقين لكنه يعطى صوته لقائمة كاملة، لذلك كلما تصدّر المرشح القائمة زادت فرصته فى الفوز، بمعنى إذا حصل الحزب على عشرة بالمائة فقط ففى هذه الحالة يفوز المرشح رقم واحد، وهكذا.
نظام «القائمة المطلقة» تحصل فيه قائمة الحزب على «50% زائد واحد» من أصوات الناخبين
ماذا عن نظام القائمة المطلقة بخصوص العيوب والمميزات؟
- نظام القائمة المطلقة تحصل فيه قائمة الحزب على «50% زائد واحد» من أصوات الناخبين، أى الحزب الفائز بهذه النسبة يحصل على كل المقاعد المخصصة للدائرة، لنفترض أن الدولة قُسمت إلى عشر دوائر، وكل دائرة فى نظام الانتخاب بالقائمة المطلقة لا بد أن ينجح فيها 10 مقاعد، وينجح الحزب الذى تحصل القائمة الخاصة به على أعلى الأصوات فى الدائرة «يعنى لو حصل الحزب على 50% زائد واحد من أصوات الناخبين سيحصل على المقاعد العشرة كاملة»، وفى حال حصول حزب آخر على نسبة أقل لا يحصل على أى مقاعد، وهذا من الجوانب السلبية فى نظام القائمة المطلقة، ويطلق عليه «المباراة ذات الحصيلة الصفرية» لأن الفائز يحصل على كل المقاعد والخاسر لا يحصل على أى شىء.
اللجوء إلى النظام المختلط
يمكننا اللجوء إلى النظام المختلط، كما أوضحنا لكل نظام انتخابى عيوب ومميزات، وربما نلجأ إلى النظام الانتخابى المختلط، النظام المعروف والمألوف لدى المصريين، خصوصاً فى القرى المصرية، هو نظام الانتخاب الفردى. أغلب الناس فى القرى يكونون على دراية ببعضهم البعض بمعرفة شخصية قبل أن تكون معرفة لها علاقة بالترشح أو الانتخابات، بينما فى نظام القائمة لا يعرف الناخب من قائمة كاملة سوى مرشح أو اثنين ولكنه يكون مجبراً على اختيار القائمة كاملة، وتكون مرجعيته الأولى فى هذا النظام هى معرفته بالحزب ومدى وجود الحزب على أرض الواقع، وما الذى يقدمه فى برنامجه الانتخابى، لذلك قد نلجأ بالفعل إلى النظام المختلط.