صرح الصحفي الأسترالي في قناة "الجزيرة" الفضائية، بيتر جريست، المفرج عنه في مصر، اليوم، إثر عودته إلى بلاده، أنه تم التعامل معه باحترام خلال 400 يوم في السجن في مصر، مؤكدًا أنه يعتزم مواصلة عمله كمراسل للشؤون الخارجية. ووصل جريست، إلى بريزبين الأسترالية أمس، واجتمع على الفور بعائلته قبل أن يلتقي الصحافة. وحكم على جريست بالسجن 7 سنوات في يونيو الماضي، وأطلق سراحه وتم ترحيله الأحد الماضي، بعد صدور مرسوم رئاسي بالعفو عنه. وقال جريست (49 عامًا) للصحفيين، "إنها لحظة عشتها في ذهني 400 مرة على الأقل لمدة 400 يوم، وأكاد لا أصدق أنني فعلًا هنا". ووصف جريست، الفترة التي أمضاها في السجن بأنها كانت صعبة نفسيًا وجسديًا، موضحًا "بالتأكيد لم نتعرض للإساءة، وكان بإمكاننا الحصول على كل ما نحتاج إليه، كان هناك تقييد، أعني أنه كانت هناك أمور لم نرتح لها، ولكن هذا هو السجن". وأضاف جريست "الحقيقة هي أن صحتي جيدة"، مؤكدًا "لم نتعرض للإساءة بأي شكل من الأشكال، وتم التعامل معنا باحترام وكرامة بقدر ما هو متوقع في ظل هذه الظروف، وبالتالي كانت الأمور جيدة". وردًا على سؤال، حول وصف ظروف معيشته، أجاب "أتمنى أن أصفها، ولكن أخشى أنه لا يمكنني، هناك أسباب كثيرة لا أستطيع التحدث بتفاصيل في هذا الموضوع". من جهته، أعرب رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، اليوم، امتنانه للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأوضح أنه اتصل هاتفيًا بالسيسي لشكره على الجهود التي بذلها لإطلاق سراح جريست، ملمحًا إلى أن العلاقات بين البلدين لم تتأثر من جراء هذه القضية. وأضاف أبوت، أن السيسي كان منذ البداية متعاطفًا جدًا ومتفهمًا للغاية، وتابع "الرئيس السيسي صديق جدير بالاحترام، ورجل مفعم بالإنسانية والرحمة، ولا بد أن أقول إنه شخص يمكن لأستراليا أن تواصل العمل معه على سلسلة من المواضيع". واعتقل جريست وزميليه في قناة الجزيرة القطرية، محمد فهمي وباهر محمد، في وقت كانت تشهد العلاقات القطرية المصرية توترًا متصاعدًا، وانتقدت القناة الحملة التي شنها السيسي ضد مناصري الإخوان بعد عزل مرسي، وتحاول قطر إصلاح العلاقات مع مصر، وأغلقت قناة الجزيرة محطتها الخاصة بمصر "الجزيرة مباشر مصر". وبالعودة إلى جريست، أكد عزمه على الاستمرار في مهنته في الصحافة، وقال "لا أريد التخلي عن عملي، أنا مراسل، هذا ما أقوم به"، مشيرًا إلى أنه يقوم الآن بمراجعة خياراته. وأشار جريست، إلى التقارب الذي حصل بينهم الثلاثة، جراء هذه التجربة التي أبقتهم سوية، مؤكدًا أنه كان من الصعب جدًا تركهما. وقال جريست، إنه واثق أنها سيلحقان به، لافتًا إلى أن الأمر يتطلب المزيد من الوقت والجهود ولكننا سنراهما خارج السجن، مؤكدًا أنه لا يشعر بأي ضغينة تجاه مصر، معتبرًا أن مصر تمر بأوقات صعبة جدًا في الوقت الحالي، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وغيره، أتفهم ذلك جدًا، وأتمنى الأفضل لمصر وللشعب المصري على وجه الخصوص".