«الورود» ليست القاسم الوحيد المشترك بين الأمس واليوم، لكنها الرمز الدائم لمسعى المصريين تجاه الشرطة فى 25 يناير 2011، ثم فى ذكراها الرابعة أمس، وفى المرتين تخضبت الورود بلون الدم، دائرة الزهور التى حلمت شيماء الصباغ بوضعها على النصب التذكارى لشهداء ثورة يناير أعادت للذاكرة مشهد الشباب وهم يقدمون الورود لرجال الشرطة فى دلالة على حسن النوايا فى خروجهم فى الخامس والعشرين من يناير 2011، لم يكن يتوقع أحد أن تأتى الطلقة الأولى من جانب الشرطة، ففى الوقت الذى يسعى فيه البعض لإعادة العيد لأصحابه والاحتفال ب«25 يناير» عيداً للشرطة، خرج الخرطوش ليصيب رأس شيماء الصباغ فتسقط صريعة إحياء ذكرى الثورة، تاركة وراءها طفلاً يتيماً وتويتة حائرة، وسؤالاً لا يزال يتردد منذ 2011 «متى ستتم هيكلة الشرطة؟». على مواقع التواصل، كان البكاء أشد حرارة على الراحلة «شيماء»، والاتهامات كذلك كان تبادلها قاسياً لم يرحم من ماتت ولا من كُتبت لهم الحياة بعدها، لم يكن مقتل شهيدة مسيرة الورود، هو الحدث الوحيد الذى أثار مواقع التواصل على الشرطة، فقد سبقه ذلك الفيديو الذى يوضح استغلال أحد ضباط الشرطة لمنصبه فقام ب«كلبشة» سائق تاكسى فى سيارته لمجرد أنه «كسر على سيارته»، «فى القلب غصة» ما زال يحملها «إسلام عبدالعزيز» الشاب الذى شارك فى ثورة 25 يناير ثم فى «30 يونيو»، ثم قدَّر جيداً تضحيات الشرطة بعد فض اعتصام «رابعة»، «لم يكن ينتوى» أن يحيى ذكرى ثورة يناير فى الشارع مرة أخرى هذا العام، فهو لن يشارك أحداً فى رفع لافتات عودة من أراد يوماً عزله، لكن ما حدث أمس الأول كان سبباً فى أن يجعله يعيد التفكير . «دى الشماعة الجديدة لأحداث النهارده»، يتحدث اللواء جمال أبوذكرى، مساعد وزير الداخلية السابق، مؤكداً أن مَن قتل «شيماء» هو نفسه من أراد إشعال الفتن بمقتل عماد عفت وعلاء عبدالهادى والحسينى أبوضيف «نفس الطريقة بطلقة قريبة».