عند الحديث عن الاديب والكاتب الكبير نجيب محفوظ بين أوساط المثقفين فىى مناسبات عديدة أتساءل لماذا يتجاهل أغلب المثقفين والنخب رواية اللص والكلاب ؟! ولا يعتبرونها من أفضل اعماله كاولاد حارتنا والحرافيش مثلا بل ويذكرونها على استحياء وهذا السؤال ليس له علاقة بشغفى برواية محفوظ اللص والكلاب والتى أعتبرها افضل رواياته والتى جسدت مصر فى أخطر وأهم مراحلها منذ نصف قرن والتى ما زالت تعانى توابع ما أفرزته تلك الفترة وهذه السنوات الطويلة . باغتنى هذا السؤال مرارا وتكرارا والذى كان يحمله الى صوت وسواس الكتابة الذى يدفعنى اليها دفعا كالعادة فجأة وبلا ميعاد . والحقيقة أن الاجابة على هذا السؤال سهلة بل ونموذجية شريطة ان يعترف المثقفون بها وهى أن كل واحد منهم يحمل فى داخله جزءا من رؤوف علوان و لكنه ينسل نفسه من الاعتراف بجريمته فى حق سعيد مهران أقصد المواطن المصرى البسيط. رؤوف علوان نموذج المثقف الانتهازى من الطبقة المتوسطة نموذج ورمز الثوري و الذي يُشتري بسهولة . كنموذج حي للخيانة، خيانه المتعلمين المثقفين وهو أشد اللصوص خطورة، نوع واعٍ ضل وأضل المواطن البسيط سعيد مهران بأفكار وشعارات كاذبة لا يؤمن بها ولكنه يتخذها مطية لارتكاب جرائمه ولمصلحته الشخصية بألفاظ وتعبيرات آخاذة تثير اعجاب البسطاء امثال سعيد مهران ثم يتنصل منها فى لحظة حال وقوف هذه الشعارات عائقاً أمام طموحه المريض الذى لا ينتهى أو اذا كانت خطرا على ماحصل عليه بدون وجه حق بالزيف والتزييف . واذا كان الاعتراف بالحق فضيلة فى زمن ضاع فيه الحق والعدل وأصبح الكذب وتبريره والظلم والتحريض عليه من فضائل هذا العصر الجديدة التى اكتسبها المثقفون ويروجون لها على طريقة رؤوف علوان فى أسواقهم المبتذلة لمزيد من الضحايا من انصاف المتعلمين وانصاف المثقفين فهناك من شارك رؤوف علوان جرائمه بالصمت تارة وبالجهر والكذب المبين تارة اخرى منهم من صمت عن الحق كالشيطان الاخرس فربما يحتاج رؤوف علوان الذى تقلد اكبر المناصب فى الدولة فى " مصلحة " او يوم " زنقة " يبتسم فى وجهه ويمدحه ان استطاع فى حضوره أو أمام عزيز لديه لينال الرضا والقبول ومنهم من اتخذ رؤوف المثل والقدوة وسار على الدرب بل وتفوق عليه فى آداء دور اللص الفيلسوف الذى برر السرقة لسعيد مهران نصف المتعلم ونصف المثقف الذى يمثل طبقة المهمشين فى بلدنا والتى انضم اليها قطاع كبير من الطبقة الوسطى بسبب رؤوف علوان ونسله الذى توغل كنسل ابليس فى المجتمع المصري.