سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوطن" تنشر نص كلمة وزير الداخلية في عيد الشرطة: أعلامنا ستظل مرفوعة إبراهيم: نحمل مسؤولية تحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. وأحيي الأرواح الطاهرة لشهدائنا
تنشر "الوطن"، نص الكلمة الكاملة للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، خلال احتفالية الوزارة ب"عيد الشرطة"، اليوم، بمقر أكاديمية الشرطة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء. وإلى نص الكلمة: السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية السيد المهندس رئيس مجلس الوزراء السادة الوزراء السيدات والسادة الحضور.. اسمحوا لي أن أرحب بكم ونحن نلتقي اليوم في مناسبتين عظيمتين، شاءت إرادة الله أن تتشاركا في يوم واحد، هما عيد الشرطة المصرية بكل عَبَق التاريخ الوطني الذي يحمله، وعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير بكل طاقة الأمل والتغيير التي بعثتها.. واسمحوا لي أن أحيي الأرواح الطاهرة لشهدائنا الأبرار التي ترفرف من حولنا وأضاءت بدمائها الزكية شعلة المجد الخالدة لمصرنا العزيزة. إن هذه الأرواح الطاهرة لشهدائنا الأبرار قدمت النموذج والمثل والقدوة.. تنتظر منا جميعًا أن نحذوا حذوها بذلًا وفداءً وتضحية بكل الانتماء الصادق لهذا الوطن، وبكل الإيمان العميق بمقدساته وقدراته ورسالته الحضارية الإنسانية، وبكل مسؤوليات الواجب الوطني الذي نحمله فوق أكتافنا.. وإن لنُعاهدُها عهدَ الرجال الأوفياء، وعهدَ الجنود الصامدين وعهد الوطنيين الصادقين الذين يشترون مجد الوطن واستقلال إرادته واستقراره وسلامته بأرواحهم ودمائهم. السيد الرئيس، السيدات والسادة.. لقد قطعنا شوطًا طويلًا في الحرب على الإرهاب، وقدمنا صفوفًا من أشجع وأنبل الرجال في هذه الحرب، وهي حرب فُرضت على وطننا الغالي، وعلينا تستخدم أحط الأساليب غدرًا وأدنى الوسائل ترويعًا للآمنين، متوهمةً أن يخضع الشعبُ لها وأن تنحني إرادةُ مصر أمام إرهابها. وفي سياق هذه المواجهة التي نخوضها فإنني أجدُ من واجبي أن أُشير إلى ما يلي: - انتقلنا بعون الله وبعزيمة الرجال من مرحلة رد الفعل تجاه العمليات الإرهابية إلى مرحلة الفعل، وهي مرحلة إجهاض هذه العمليات قبل وقوعها.. وليس سرًا أن عدد الشبكات والخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها والعمليات التي تم إجهاضُها قبل الشروع فيها أضعافٌ مضاعفة من العمليات الإرهابية الدنيئة ذات الطابع الفردي التي قد تنجح أحيانًا في زرع قُنبلة هنا أو في إطلاق رصاصة هناك، وهي أعمال يجري تطويقها والحد منها بمتابعةٍ دقيقةٍ وفاعلةٍ حتى نقضي على ذلك الإرهاب قضاء تامًا نضمن معه لوطننا أمنًا واستقرارًا دائمًا. - عملنا أصبح يرتكزُ على إستراتيجية أمنية وطنية شاملة يجري تنفيذها في إطار من التنسيق التام والتكامل غير المسبوق مع رجال قواتنا المسلحة البواسل، تُغطي أرجاء الوطن مع التركيز على المحافظات والمناطق التي تُطل منها بقايا جيوب الإرهاب، وهي إستراتيجيةٌ تعتمد على انتزاع المبادرة والضربات الاستباقية وعلى توفير رصيد متجدد من المعلومات وجهود حثيثة في المتابعة والملاحقة لكل من تورط في عمل إرهابي.. وهنا أؤكدُ لكم أنه لن يُفلت آثمٌ من العقاب، وسينال كل من شارك أو خطط أو نفذ فعل إرهابي عقوبته التي أوجب القانون إنفاذها. - لا نواجه إرهابًا محليّ الصنع وإن كانت بعض أدواته كذلك، وإنما نواجه إرهابًا منظمًا يعكس صورةً جديدةً للجريمة المنظمة، وأن هناك قوى خارجية إقليمية ودولية لا تُعينه بالتمويل الكبير فقط وإنما تُعينه بالمعلومات والخرائط والأدوات والأسلحة، ولهذا فقد واجهنا معركة قد تكون معركة وطنية في حيزها الداخلي ولكنها ذات بعدٍ إقليمي ودولي لا يخفى على أحد. - في الوقت الذي واجهنا ونواجه فيه صنفًا خسيسًا من الإرهاب نواجه في الوقت ذاته على صعيد الأمن الجنائي أنماطًا مستجدةً من الجريمة، خاصةً جرائم السطو المسلح والسرقة بالإكراه والخطف وهي جرائم غير مسبوقة في مصر استغرقت جانبًا كبيرًا من العمل والجهد ومَثلت مع جرائم أخرى كالجرائم الإلكترونية وجرائم الإنترنت التي تزامنت مع الجرائم الإرهابية تحديا كبيرا لأجهزة الأمن، وإذا كان ميدان معركة الأمن أصبح أكثر تشعبًا وتنوعا، وحرصنا كل الحرص على أن تكون جهودنا موزعة على كل مجالات المواجهة دون تفريطٍ في مواجهة تحديات مستجدات الأمن الجنائي على حساب المعركة المفتوحة ضد الإرهاب. - نلتزم في كل عمل نقوم به وفي كل مواجهة فُرضت علينا بروح القانون قبل مواده ونصوصه، وكان حرصنا بالغا على أن تكون مراعاة مبادئ حقوق الإنسان قائمة في كل أعمال الشرطة، وإذا كان من طبائع الأشياء أن تحدث بعض التجاوزات أحيانا، فإننا لم ولن نتستر على تجاوز ولم ولن نقبل إلا بأن يكون رجال الشرطة في كل الأعمال الملقاة على عاتقهم صورةً حية وشفافة لنصوص القانون المكلفين بتفعيله وإنفاذه. - عملنا رغم كل التحديات والصعاب في بيئة شعبية وطنية كان موقفها حاسمًا من الولاء للوطن ولمصالحه العليا ولقيادته الرشيدة، ومثلت هذه البيئة الشعبية خير مُعين لنا حاضنةً لعملنا مناهضةً لكل عملٍ يستهدف أمن الوطن وترويع أبنائه، ومن واجبنا أن نعترف دون نكران بأن موقف هذا الشعب العظيم يستحق ما فوق الشكر وما يتجاوز التقدير.. وليس هذا بمستغرب على شعب أبي عظيم كان انحيازه كاملًا ودائمًا عبر دروب تاريخه الوطني الطويل إلى العدل والمساواة والاستقرار. - وفي هذا السياق، فإنني أُشير بكل إجلال إلى هذا المستوى الرفيع من أداء القوات المسلحة الباسلة، ومن الدور البطولي المشهود الذي اضطلعت به في مواجهة أشد أنواع الإرهاب شرا، وأن نُشيد بذلك المستوى البالغ الرُقي من تنسيق التعاون بينها وبين جهاز الشرطة.. وهو عمل كما عكس وحدة المصير الوطني ووحدة العدو المشترك يُكَلَل بتضحيات غالية وأعمال بُطولية هي جزء لا يتجزأ من تاريخ مدرسة الوطنية المصرية التي أسسها الجيش المصري منذ فجر التاريخ. السيد الرئيس، السيدات والسادة.. إننا نحمل جميعًا فوق كواهلنا مسؤولية تحقيق أهداف ثورتين مجيدتين فجرهما الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير وفي الثلاثين من يونيو، وقطعنا مرحلة هامة في تحقيق استحقاقين وفق خارطة الطريق التي رُسِمَت بإرادة حرة وعما قريب ستبدأ الممارسة الديمقراطية للاستحقاق الثالث وهو انتخاب مجلس النواب.. ونؤكد في هذا الصدد أن الشرطة المصرية عازمة على أن تؤدي واجبها في هذا الاستحقاق وفق القانون وبحيادية كاملة وبالتزام تام بمبادئ الديمقراطية؛ لتوفير مناخٍ يكفل حرية الاختيار ليكون البرلمان القادم معبرًا عن إرادة الشعب في تحقيق مستقبله المشرق المأمول. السيد الرئيس، السيدات والسادة.. إن المناخ الإقليمي العاصف من حولنا ما زال يحاول أن يُصدّر إلى الداخل أزمات بعينها، ولا نتجاوز الواقع والحقيقة، إذا قلنا أن مصر ما تزال مستهدفة في داخلها ومن خارجها وعبر حدودها.. ولكن مصر التي اختارت استقلال إرادتها وتعميق دورها الإقليمي وتحصين مكانتها الدولية تمضي في طريقها مرفوعة الهامة وضّاحة الجبين، مدركة أن النصر حليفها وأن وحدتها الوطنية ووحدة شعبها الأبّي هي حصنها الحصين، وهي صخرتها الصلبة التي تتحطم عليها كُل سهام البغي والعدوان والإرهاب، وأن وطننا العظيم سوف يَعبُر نحو تحقيق أهدافه العظيمة بشعبه وجيشه وشرطته، متمسكًا بوحدته الوطنية محافظًا على دولته القومية. ليس لدينا شكٌ في أن أعلامنا ستظل مرفوعةً في السماء، وأن المستقبل العظيم الذي نسعى إليه ونجتهد في الوصول إليه سيكون دانيًا وقريبًا بفضل إرادة وطنية لا تقبل أن تنكسر وعطاء وبذل بغير حدود، ودم شهيد قدم تضحيات من أجل وطن عظيم آن له الأوان أن يأخذ مكانه الذي يستحق وطنًا آمنًا مستقرًا مزدهرًا، بفضل سواعد أبنائه المخلصين، والقيادة المستنيرة لابن مصر البار عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية. حفظ الله مصرنا وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.