سؤال يطاردنى فى كل مكان، ماذا نقرأ؟نحاول، نجتهد، نبحث، نشترى كتباً، لكننا نمل المسألة سريعاً ولا نستمر.كيف نصاحب الكتب؟ وتبقى علاقاتنا إلى الأبد متوهجة؟، وما أفضل الكتب التى تجعلنا نتثقف؟يتزايد طرح هذه الأسئلة وغيرها، خاصة فى مثل هذه الأيام من كل عام مع حلول «عيد الكتاب المصرى»، وبدء فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، نعم هو بحق عيد لكل عشاق القراءة، الذين يترقبون قدومه باستعدادات خاصة، وينتظرون فعالياته بحماس ينتقل بين الأجيال وكأنه إرث حضارى مصرى خالص، ويترجم هذا الحماس فى صورة إقبال جماهيرى بالملايين، لم تتناقص أعدادهم فى الحروب أو زمن الأوبئة، كما لم يقل بتغيير مكان المعرض، الذى عاصرته فى ثلاثة أماكن مختلفة، بدءاً من «أرض المعارض» فى الجزيرة عند انطلاق دورته الأولى عام 1969، ثم انتقاله إلى أرض أخرى للمعارض فى مدينة نصر عام 1981، قضى فيها المعرض أغلب سنوات تاريخه الممتد، قبل أن ينتقل أخيراً فى دورته ال50 إلى «مركز مصر للمعارض والمؤتمرات» على محور المشير، فى ما يُعرف جغرافياً ب«القاهرة الجديدة».ونعود لسؤال المقال (ماذا نقرأ؟)، ورغم أنه سؤال وجودى (فلسفى) ليست له إجابة قاطعة، لأنه لا توجد وصفة تناسب الجميع، ولا توجد قائمة «ترشيحات» محدّدة من الكتب تُرضى كل الأذواق، هناك فقط شغف علينا أن نستثمره ونحافظ على دوامه.لكن كيف نحقّق ذلك؟، الإجابة ربما تكون فى القواعد ال10 التالية:1 - اقرأ لتستمتع، لا لتتباهى.2 - اقرأ ما تيسر لك، لا ما تتمناه.3 - لا تشترِ كتباً كثيرة عند كل زيارة للمكتبة أو المعرض.. يكفى عدد محدود اختره بعناية بعد تفكير ودراسة، ولا تشترِ غيره إلا بعد أن تقرأه.4 - احرص على بناء مكتبة من الكتب التى قرأتها، ولا تبنيها من كتب تنوى قراءتها.5 - من أمتع القراءات إعادة قراءة كتاب أثّر فيك وأحببته، فالكتاب القديم مثل الصديق القديم، عطاؤه أكثر تأثيراً.6 - اقرأ كل يوم، حتى لو دقائق قليلة.7 - تحدث واكتب عن أهم ما قرأت، لأن الحكى يزيد عمق التفاعل مع ما تقرأه.8 - احرص على التنوع فى مجالات القراءة.9 - اخلق طقوسك الخاصة لتقرأ فى سعادة، اختيار المكان والإضاءة ومشروبك المفضل عوامل تحفّز عينيك لتلتهم الكتاب.10 - اقرأ بقلبك كعاشق، وبعقلك كمفكر كبير.هذه وصفتى وتلك قواعدى الخاصة للقراءة السعيدة، أطرحها عليكم لعلها ترشد إلى اختيارات أفضل فى موسم الشراء، والذى أمسى صعباً بسبب الارتفاع الجنونى لأسعار الكتب فى المعرض، والذى لم يخفّف من وطأته إلا صمود دور النشر الحكومية على مبدئها الرشيد ودورها العظيم فى دعم الثقافة للمصريين، وهو ما أتاح الكتب للجميع بشكل حقيقى كجزء من إطار واضح للدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى، لتصبح إتاحة «الكتاب» للجميع جزءاً من حلم «حياة كريمة» المبادرة الرئاسية، التى وُلدت فى سياق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان المصرى، والتى لم تغفل الثقافة كمكون رئيسى للمعرفة والوعى، خاصة فى مرحلة الشباب، الذين هم الشريحة الأكبر من زوار المعرض هذا العام وكل عام.وختاماً، أوجّه الشكر والتقدير لكل صناع هذا العُرس الثقافى الكبير وظهور الثقافة المصرية فى صورة مشرّفة أسعدت الجميع، وتحية للجمهور الكبير الذى منحنا حضوره العظيم ثقة وأملاً وتطلعاً لغد أكثر إشراقاً بإذن الله.