تختلف المحافظات ويبقى الحال على ما هو عليه، فخلف بوابة حديدية ضخمة تعلوها لافتة حديقة حيوان الفيوم، تظهر بيوت الحيوانات ذات اللون الأخضر، بشكلها الدائرى والمستطيل، معظمها خاوية من الحيوانات وقليل منها يرقد بها عدد من الطيور والحيوانات الأليفة والعشبية. تعود نشأة حديقة الحيوان الوحيدة بمحافظة الفيوم، إلى عام 1984 فى عهد المحافظ عبدالرحيم شحاتة، تشرف عليها الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، ضمن سبع حدائق حيوان فرعية تنتشر فى العديد من محافظات مصر، تمتد الحديقة على مساحة 5 أفدنة، يتردد عليها أهالى المحافظة فى الإجازات الرسمية والأعياد والمناسبات بصفة دائمة، بالإضافة إلى الرحلات المدرسية لتلاميذ المحافظة خلال فترة الدراسة أو القادمين من محافظات مصر المختلفة، خاصة محافظاتالقاهرة والوجه البحرى لزيارة معالم الفيوم السياحية. ممر ترابى طويل يقسم الحديقة إلى شطرين، يتجول نفر من زوار الحديقة فى ثناياه، بينما تقبع فى نهايته مديرة الحديقة الدكتورة ماجدة أنور عبدالعليم، على مكتب خشبى متهالك، تعترف المسئولة الأولى داخل الحديقة بأن الإمكانيات المادية محدودة ولكنهم يسعون دائماً إلى تطويرها ونظافتها، وكشفت جولة «الوطن» التى تم توثيقها بالصور فى أروقة الحديقة، عن صورة مغايرة لما تقوله مديرتها، حيث بدأت الجولة من أمام بركة «السيد قشطة» التى تقبع فى أقصى يسار الحديقة، والتى تأخذ شكل بحيرة دائرية الشكل يرسم حدودها سور حديدى يبلغ ارتفاعه مترين، تفوح منها رائحة نفاذة كريهة، تستشعرها أنفك قبل الوصول إلى البركة المملوءة بالماء الساكن لا يحركه سوى نزول وصعود «السيد قشطة»، بينما يطوف على سطحها الشوائب والأعشاب التى تحولت إلى طبقات طينية رقيقة، تغير بسببها لون المياه من الأبيض الشفاف إلى البنى الفاتح. وفى أحد جنبات الحديقة يقبع حيوان «لاما» الذى ينتمى إلى الثدييات، حيث تضم الحديقة اثنين منه، وتؤكد مديرة الحديقة أنه تم استقدامه من حديقة بنى سويف، فى إحدى عمليات تبادل الحيوان التى تتم بين حدائق الحيوان، الوقوف لثوانٍ معدودة أمام بيت «لاما»، كفيلة لقدوم عامل الحديقة إليك، عارضاً عليك الدخول للعب مع لاما ومتبرعاً بتصويرك بكاميرتك الخاصة إذا أردت ذلك، مقابل قليل من الجنيهات. بينما تتعرض «النعامة» لاعتداءات الأطفال، حيث يسمح العامل المسئول عنها لطلاب المدارس بالدخول واللعب معها أو الركوب عليها إن استطاعوا مقابل جنيه واحد لكل طالب وهو ما وثقته «الوطن» بالصور. فى الجهة المقابلة يقبع بيت الأوز والبجع اللذين وضعتهما إدارة الحديقة معاً فى مكان واحد، ويسمح أيضاً للأسر بالدخول إلى الحرم المخصص للطيور والحيوانات الأليفة بمباركة من عمال الحديقة. وقال الدكتور اللواء أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية «إن مشكلة حدائق الحيوان فى مصر أنها تنفق على نفسها من تمويلها الذاتى، أى من سعر التذاكر ليس أكثر، كما أن جزءاً من الدخل يدفع منه رواتب العمال، ومع ارتفاع أسعار أكل الحيوانات رفعنا ثمن تذكرة الدخول جنيهاً واحداً لتصبح 3 جنيهات، وقمت بزيارة حدائق حيوانات ودفعت 20 يورو للدخول بخلاف حساب الزيارات الداخلية، ومن الصعب أن ألوم على الحارس أو العامل الذى لا يزيد راتبه على 150 جنيهاً لأنه يحصل على جنيهات من إطعام الحيوان، خاصة أن الدولة لم تخصص أى ميزانية للحدائق، فإذا بحثنا عالمياً عن حق العامل فلا بد من توفير نصف كيلو لبن يومياً لأنه يجلس مع الحيوان عدد ساعات محدد يحتاج فى مقابلها تغذية معينة». وعن مشكلات حديقة حيوانات الجيزة قال «سليم»: «أعرف أنه لا بد من توفير بيئة خاصة لكل حيوان ولكنى أسعى فى حدود الإمكانيات المتاحة، لم يكن لدينا زرافات وجلبنا واحدة، ولم نملك 20 نوعاً من الحيوانات أصبح موجوداً الآن، إنسان الغاب كان فى قفص وهذا خطأ كبير تم عمل مكان خاص به تكلفته بلغت نصف مليون جنيه كله من إيراد الحديقة، ونفكر فى إنشاء غرفة لخلع الملابس والاستحمام نظيفة جداً للحراس، ولكن فى النهاية (على قد لحافك مد رجليك)، ما فعلته أن هناك 8 أماكن مؤجرة، أتمنى إلغاءها ولكن لن أقدر أن أحرم نفسى من هذا الدخل فى الوقت الحالى». من جهتها أقرت الدكتورة ماجدة شكرى رئيس الإدارة المركزية لحديقة الحيوان بتدهور حال الحدائق فى مصر وخاصة حديقة حيوانات الجيزة وقالت «كانت الحديقة على مستوى راقٍ، لكنها انهارت بعد تولى مصطفى عوض الإشراف على الحديقة، فقد كان مطلوباً للقضاء وهرب وعليه عدة أحكام قضائية، وسعى لتطفيش كل الخبرات الموجودة منذ 20 عاماً بالحديقة، ونحمد الله أننا دخلنا فى التصنيف العالمى فى أفريقيا بعد أن خرجنا منه ولكنى أعترف أيضاً بعدم وجود أماكن تكفى للمواليد مثل الأسود فلا يوجد أماكن لدينا لاستقبال المواليد الجدد من كل الحيوانات.