زرت حديقة الحيوان في الفترة الاخيرة مرات عديدة قبل وبعد موقعة "الجملين" اي قبل ذبح الجملين ثم بعد تغيير رئيس الحديقة بسبب ذلك ، واكتشاف الجزار الذي قام بذبح الجمل المغربي وابنه الصغير بطريقة دراماتيكية. والسبب في هذه الزيارات هي قرب سكني الجديد من الحديقة بعد انتقالي الي شقة صغيرة في اول شارع الهرم. واصبح مقري الصيفي مقصدا لزيارات العديد من اقاربي خاصة اولاد اشقائي وشقيقاتي الذين يرغبون في زيارة الاهرام او قضاء يوم في حديقة الحيوان وبالتالي تكررت زياراتي انا وعائلتي رغما عن انفي الي الحديقة مصطحبا اقاربي ولكن رب ضارة نافعة فقد تابعت عن قرب مايجري داخل الحديقة. وخرجت بانطباعات عديدة من تكرار زياراتي "القسرية" لها فقبل ذبح الجملين اللذين تم الاجهاز عليهما في جنح الظلام كانت تذكرة دخول الحديقة 25 قرشا بالاضافة الي اضطرار الزائر الي دفع قيمة تذاكر اخري للدخول الي بيت الفيلة او ركوب السيسي وهو عربة يجرها حصانان قصيران او عبور ممر الي بركة سيد قشطة والممر عبارة عن عربة قطار قديمة اي ان متوسط ما يدفعه الزائر لدخول الحديقة والتجول فيها هو جنيه واحد بخلاف ما يفرضه حراس الحديقة من اتاوات او بمعني ادق "يتسولون" مقابل ان يقوموا بالسماح للاطفال باطعام حيوانات اليفة كالنعامة او كلب البحر او الغوريلا. وما لاحظته هو الحالة المزرية للحراس وتجمع القمامة بين جنبات الحديقة والرائحة الكريهة التي تزكم الانوف وجدت الحديقة شبه خالية من الحيوانات .. فالزرافة اختفت والفيلة كسيحة والاسود والنمور في مكان كئيب وقذر ومعظم الحيوانات في بيات "صيفي" والبحيرات مياهها راكدة آسنة وتفوح منها رائحة العفن. ولم يحدث جديد بعد ان تم تغيير ادارة الحديقة وتعيين رئيس جديد لها بعد ان قصرت في حماية الحيوانات ولاسيما بعد ان دخل جزار مغمور استطاع التغلب علي الجملين وذبحهما وسرقة لحمهما دون ان يشعر به احد كأنه ذبح "معزة" علي حد وصف وزير الزراعة امين اباظة. وكل ما فعلته الادارة الجديدة هو رفع سعر التذكرة الي جنيه وتشديد الحالة الامنية حول مداخل الحديقة ولم يحدث اي تغيير في الحديقة فلم يطلب المدير الجديد جلب وشراء المزيد من الحيوانات لسد العجز في الحديقة العريقة ولم يقم باعادة افتتاح المتحف الحيواني بالحديقة والذي تم اغلاقه منذ عام 1998 والذي يضم 30 الف طائر وحيوان محنط وبه انسان الغاب وعروس البحر والاف الزواحف النادرة. وتعاني مقتنيات هذا المتحف من الاهمال وسوء التخزين بل ويتعامل موظفو الحديقة مع الحيوانات والزواحف والطيور المحنطة علي انها "خردة"! اناشد الصديق امين اباظة وزير الزراعة ان يعيد الاعتبار لحديقة الحيوانات حتي تعود لمكانتها الدولية وتصبح متوافقة مع الاشتراطات والمقاييس والمعايير الدولية وذلك عن طريق طلب مساعدات ومنح من الجهات الدولية المانحة والمهتمة بإيواء ورعاية الحيوانات خاصة النادرة. وكذلك فتح باب التبرعات لاعادة الوجه الحضاري الجميل للحديقة واسناد تطوير الحديقة الي شركة خاصة او بيت خبرة عالمي متخصص في هذا المجال. بل اقترح ان يشارك القطاع الخاص في ادارة الحديقة واستغلالها من الداخل من خلال فتح كافيهات ومطاعم واماكن ترفيه داخلها بل استغلال اسوارها في اقامة محلات وتأجيرها وهذا لايعني خصخصة الحديقة بل محاولة الحفاظ علي مكان تاريخي وحضاري يعكس مدي رفقنا بالحيوانات النادرة ورعايتها بدلا من ذبحها بسكين الاهمال. [email protected]