طفلة في مقتبل العُمر صعقتها الكهرباء، وسقطت على الأرض، وظن المحيطون بها أنها فارقت الحياة في الحال بعد أن توقف نبض قلبها، وشلّت الكهرباء حركتها، بل إن أحد الأطباء قال لأسرتها «البقاء لله»، ليقوم طبيب آخر ببذل جهود كبيرة من أجل إنقاذ حياة هذه الطفلة، وعودة الأمل والبسمة على شفاه والديها مرة أخرى. ملحمة طبية قام بها أحد أطباء الأطفال في محافظة كفر الشيخ، ويُدعى الدكتور أحمد شرابي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، بعد أن أنقذ طفلة من الموت المحقق بعدما صعقتها الكهرباء أثناء لهوها ولعبها مع أصدقائها أمام منزلها. «شرابي»: الطفلة كانت بتلعب مع أصحابها والكهرباء صعقتها يحكي الدكتور أحمد شرابي، تفاصيل الواقعة، ل«الوطن»، «منة كانت بتلعب مع أصحابها جنب البيت، والليل دخل فكملوا لعب تحت كشاف على عمود الكهرباء، الهوا كان جامد فوقع الكشاف والسلك واللمبة قربوا من الأرض واللمبة طفت والأطفال بطلوا اللعب، منة فكرت تلف اللمبة في الدواية فتنور تاني ويكملوا لعب، ومسكت السلك فاتكهربت ووقعت على الأرض وجسمها بيتنفض، جدتها حاولت تشدها فاتكهربت هي كمان واتحدفت بعيد عنها، وربنا ستر ومحصلهاش حاجة، وعمها شافها فجاب خشبة وزق السلك بعيد عن جسم منة، وأخدها وجري على أقرب مستشفى». طبيب قال لأسرتها «البقاء لله» فكانت المفاجأة، وفقاً ل«شرابي»: «الدكتور اللي شافها لقي مفيش نبض ومفيش نفس، فحاول معاها بتنفس صناعي لكن مفيش فايدة، فقالهم البقاء لله، في اللحظة دي مامتها كانت لسه واصلة المستشفى، وبتصوت وتقول بنتي بنتي، فجأة لقوا منة أخدت نفس عميق مرة واحدة ولكن التنفس وقف تاني، فالدكاترة حاولوا تاني بالتنفس الصناعي ومساج للقلب، والفعل بدأ النبض يرجع تاني واحدة واحدة ببطء». عودة الطفلة إلى الحياة واستقرار حالتها ويتابع «شرابي»، «بعد محاولات مضنية منة رجعت للحياة من جديد، لكن كانت في حالة صحية من أسوأ ما يكون، وغيبوبة تامة، وعدم انتظام في ضربات القلب، وشلل في مركز التنفس في المخ، ومحتاجة عناية مركزة وجهاز تنفس صناعي كامل، وبعدين اتحجزت في العناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي بين الحياة والموت حرفياً، وواحدة واحدة بدأت تفتح عينيها، وبدأ نفسها ينتظم ونبضها ينتظم واتشالت من جهاز التنفس الصناعي، وبدأت تعاني من هلاوس ونوبات صريخ فظيع، وواحدة واحدة بدأت تهدي وتميز مامتها، وبدأت تتكلم». لم تتذكر الطفلة ما حدث لها، والآن أصبحت في حالة جيدة بعد أن كانت في عداد الموتى بحسب «شرابي»: «أول حاجة طلبتها منة لما فاقت إنها تشوف الأطفال الصغيرين اللي كانوا بيلعبوا معاها وقت الحادثة، وبالفعل والدها جابهم كلهم يسلموا عليها ويقعدوا معاها ويتكلموا ويهزروا معاها، وبدأت منة تمشي وتتحرك وتدخل الحمام، وبدأت تاكل وتشرب لوحدها، وسألت مامتها إيه سبب الحرق إللي في إيديها فمامتها قالتلها بسبب الكهرباء وحكتلها اللي حصل، وفاقت ورجعت لطبيعتها وخرجت بالسلامة».