فى بيت جميل وهادئ، كان بيعيش شادى مع أسرته اللى بيحبها جدا. شادى ولد شقى، بيحب يجرى ويلعب ويتحرك كتيير، بس كان ذكى جدا وعنده أفكار كتيير. شادى كان ما بيحبش يحس إن فى حاجة مقيداه، وعلى طول عايز يخرج وينبسط ويكون حاسس إنه مستمتع ومبسوط، علشان كده دايما مش بيحب يمسك ايد مامته وهما خارجين أو لما بيكونوا فى الشارع، وعلى طول يجرى منها ويروح بعيد. مامته كذا مرة تنبه عليه وتقوله: ممكن تروح بعيد، وكده مش هشوفك ومش هعرف إنت فين. بس شادى ما كانش بيسمع الكلام. وفى يوم من الأيام، خرج شادى مع مامته وراحوا على المول. ودخل مع مامته محل، لكن كالعادة مش ماسك اديها وعمال يجرى ويلعب، ومامته تقوله: بس يا شادى، ما تروحش بعيد. وهو ولا مبطل تنطيط. وفى لحظة، راحت عين مامته من عليه، كان شادى فص ملح وداب. أصله لمح محل الألعاب وجرى عليه. قعدت مامته تدور وتبص يمين وشمال، برضه مش لقياه. بدأت تقلق وتنده عليه وتعيط وتقول: شادى راح فين. وبدأت الناس معاها تدور عليه، وما حدش لقاه. قالت مامته: أكيد تاه ومشى بعيد، وزمانه خايف وبيعيط وقلقان زى تمام، أو ممكن يكون حد خطفه ومش هشوفه تانى ولا هعرف ألقاه. وخرجت من المحل تدور عليه وشادى ولا على البال وهايص فى محل الألعاب، ولما زهق افتكر مامته وكان عايز يروحلها بس ما عرفش يرجعلها تانى، وبدأ يحس بالخوف وإنه اتصرف غلط وكان لازم يسمع كلام مامته وما يروحش بعيد عنها ولا يسيب اديها أبدا، وقعد يعيط جامد وما كانش عارف يعمل ايه. لحد ما فكر إنه يروح للأمن بتاع المول ويقوله إنه مش لاقى مامته. والأمن قدر يوصله لمامته، وأول لما شافها حضنها وقالها: أنا آسف إنى روحت محل الألعاب، وعمرى ما هسيب ايديك تانى فى يوم من الأيام. قالتله مامته إنها كانت قلقانة عليه جدا، وقضت وقت وحش قوى وهى مش لقياه، وكانت خايفة عليه ليكون حد أذاه. وقالتله: برافو إنك اتصرفت صح، وروحت للأمن فى الحال، لأنه هيحافظ عليك ويخليك فى أمان.