أكد اللواء دكتور شوقى صلاح، الخبير الأمنى، أستاذ القانون بأكاديمية الشرطة والمتخصص فى دراسات مكافحة الإرهاب، إيلاء الدولة كل اهتمامها لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل كضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ عليها، وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، للتمهيد لمرحلة الجمهورية الجديدة، وإلى نص الحوار: مصر حققت الأمن بمفهومه الشامل ومهدت ل«الجمهورية الجديدة» ب«مكافحة الإرهاب» بداية.. اعرض لنا أهم محاور استراتيجية مصر فى مكافحتها للإرهاب؟ - عندما تريد الدولة إنجاز مهمة مستقبلية ما، وتكون على درجة كبيرة من الأهمية، فعليها أولاً أن تحدد هدفها الأساسى بدقة، والفرض هنا أن المهمة هى مكافحة الإرهاب ثم تحدد المواجهات الرئيسية لتحقيقه، ثم تنتقل لمرحلة وضع الخطط وآليات التنفيذ، مع تحديد المنوط بهم خوض تلك المواجهات، وأخيراً تكلف لجنة عليا للإشراف والمتابعة والتوجيه، ومن هذا المنطلق، أولت مصر جُل اهتمامها لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل كضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ عليها، وهو عين ما أشارت إليه رؤية «مصر 2030»، ولعل أهم محاور استراتيجية مصر فى مواجهة الإرهاب، تتمثل فى الآتى، «تبنّى استراتيجية المواجهة الشاملة للإرهاب: أمنية، فكرية، قانونية، إعلامية، اقتصادية، مع ضمان تكاتف قوى الجيش والشرطة معاً، لتطويق تلك الظاهرة، ومواجهة خطر الإرهاب تتطلب أحياناً مواجهة مخاطر تجاوز حدود الدولة». نريد التوقف أمام تحقيق الدولة للمعادلة الصعبة، مواجهة الإرهاب ومشروعات التنمية المستدامة.. كيف ترى هذا؟ - التزمت الدولة بتحقيق التنمية المستدامة، خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013، وما استتبعها من موجات إرهابية عاتية من قبل فصائل متعددة للإسلام السياسى فى صدارتها تنظيم الإخوان الإرهابى، ورغم كل التحديات الداخلية والخارجية فإن الدولة أصرت على السير قدماً لتحقيق تنمية مستدامة، فتم تطوير البنية التحتية والدخول فى مشروعات كبرى، وتنمية قدرات قواتنا المسلحة وأجهزة الشرطة لمواجهة الظاهرة الإرهابية، وأمامنا نموذج؛ حيث حاول أهل الشر من خلال منصاتهم الإعلامية وفضائهم الإلكترونى توجيه سهام النقد له، فقد ذهبوا إلى الادعاء بأن الدولة أنفقت المليارات فى غير موضعها عندما وظفتها فى بناء العاصمة الإدارية الجديدة، ورغم أن هذا الإنجاز يعد من أهم إنجازات الجمهورية الجديدة؛ حيث استثمرت الدولة الأراضى وتم تسويقها للقطاع الخاص، الذى انطلق بكل قوة فى بنائها وفق أحدث النظم تطوراً، وتكفلت فقط بإنشاء البنية التحتية لها، ومن خلال هذا النشاط تم خلق مئات الآلاف من فرص العمل، فكان هذا المشروع، وما زال، انطلاقة كبرى وجادة لمواجهة البطالة والفقر، ولا يختلف أحد على أن هذين العاملين يمثلان: بيئة مناسبة لنمو التطرف وانتشار الإرهاب، هذا ولعل أهم الجوانب المضيئة لهذا المشروع العملاق هو تخفيفه من أزمة الازدحام والتكدس بالقاهرة الكبرى، وتلك الأزمة التى كانت ستؤدى لخلق حالة من الاختناق لحركة الحياة فى عاصمة قديمة تجاوز عدد سكانها والمترددين عليها يومياً بما يزيد على 25.5 مليون نسمة، لذا فإننا إذا لم نواجه هذه المشكلة بحل جذرى لحدث شلل تام فى حركة الحياة بالقاهرة، ومع كل هذه الإيجابيات لهذا المشروع، إلا أن الأذرع الإعلامية لأهل الشر وفى مقدمتهم العناصر الموالية لتنظيم الإخوان يحاولون طمس نجاحات الدولة، ويسعون لهدمها من الداخل بنشر الفتن والشائعات. الفكر المتطرف وصم النظام الحاكم والشعب بالكفر ما سبب انتشار الفكر المتطرف؟ - جذور الإرهاب الذى تواجهه مصر منذ ظهور الفكر الدينى المتطرف، ينطلق بشكل أساسى من فكر متطرف وصل لحد التكفير، فلم يقتصر على وصم النظام الحاكم وحده بالكفر، بل وصم الشعب أيضاً، ويستحلون الدماء والأموال والأعراض، ومن ثوابت مواجهته أن يواجَه بفكر دينى مضاد مستنير. الفضاء الإلكتروني مواجهة الفكر المتطرف، خاصة فى الفضاء الإلكترونى، وكذا تطوير الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدنى وأجهزة الدولة المختلفة لمواجهة الإرهاب، وتفعيل التعاون الدولى لمواجهته، خاصة فى المجالين: الأمنى والقضائى.