اتجهت الجماعات الإرهابية في مصر لتحسين استخدام الإعلام الحديث في الترويج لأفعالها، وذلك بعد أن أتاحت لهم شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات الخاصة بالجماعات الإرهابية الترويج لأفكارهم وعملياتهم، وهو ما جعلهم يسلكون طريق "القاعدة" ومن على شاكلتها من توثيق عملياتهم بالفيديو، ثم بثها على الإنترنت. "وإن عدتم عدنا".. عنوان اختاره تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، لأول إصدار مرئي له في 25 يوليو 2012، يبيِّن ما ترتكبه الجماعة من عمليات إرهابية، والتي لم تكن تتجاوز وقتها تفجير خط الغاز الموصل إلى إسرائيل في سيناء، حيث ظهر ملثمون في فيديو على منتدى "الشموخ الجهادية" الذي يشبه الفيلم التسجيلي وهم يسجدون شكرًا لله بعد تفجيرهم لخط الغاز. بدأت جماعة أنصار بيت المقدس في الظهور إعلاميًا في النصف الأخير لعام 2011 عندما أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ إحدى عمليات تفجير خط الغاز الموصل لإسرائيل، وذلك في بيان تبنَّته الجماعة، وهي أول جماعة في مصر تعلن عن نفسها في شكل إصدار مرئي على غرار الجماعات الإرهابية الموالية للقاعدة، وتلا ذلك ظهور آخر للتنظيم الإرهابي في شهر أغسطس 2012، عندما أعلن مسؤوليته عن إطلاق صاروخين من طراز "جراد" على منتجع إيلات السياحي جنوب إسرائيل، في بيان منسوب لها، على موقع "شموخ الإسلام الجهادي"، ثم ظهور ثالث في شهر سبتمبر 2012، حين أعلنت أنها تمكَّنت من قتل أحد عملاء إسرائيل وفصلت رأسه عن جسده. لم يظهر لأنصار بيت المقدس حساب رسمي على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أو "تويتر"، وحرصت الجماعة الإرهابية على نفي صلتها بأي صفحة باسمها على هذه المواقع، معلنة أن الجهة الوحيدة الممثلة لها هي موقع "شموخ الإسلام"، وما عليه من بيانات هو ما يمثِّلها، حتى أطلقت حسابها على "تويتر" في يوم الأربعاء 16 يونيو 2013، في بيان لها، نُشر على عدد من المواقع الجهادية المختلفة، معلنة أن المصادر الرسمية الوحيدة لبيانات وإصدارات الجماعة هي عبر حسابها الجديد على "تويتر"، وشبكتيّ "شموخ الإسلام" و"الفداء الإسلامية". وفي منتصف شهر نوفمبر 2014 أغلق موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الحساب الرسمي لأنصار بيت المقدس على موقعه بعد يومين من نفي مبايعتهم لتنظيم "داعش" الإرهابي، قبل أن يعودوا ويؤكدوا مبايعتهم للتنظيم، وإنشاء حساب جديد على "تويتر" حمل اسم "ولاية سيناء"، ليصبح المتحدث الإعلامي باسم الجماعة الإرهابية حتى الآن، وكان أول نشاط للصفحة الجديدة هو بث فيديو "صولة الأنصار"، الذي يظهر عملية "كرم القواديس" الإرهابية، وكانت مدته قرابة 30 دقيقة. منتدى "شموخ الإسلام" كان بمثابة كلمة السر في الترويج للجماعات الإرهابية، فبعد أن نظَّم الدعاية اللازمة لجماعة أنصار بيت المقدس، ظهر على صفحاته بيان غامض لجماعة أطلقت على نفسها اسم "كتائب الذئاب المنفردة"، تبنَّت من خلاله بعض العمليات الإرهابية، من بينها تفجير المحول الكهربائي التابع للمخابرات الحربية بالزيتون. قبل حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير بيوم، كان بداية الظهور الإعلامي لما عرف بعد ذلك بجماعة "أجناد مصر"، وتحديدًا يوم الجمعة 24 يناير الماضي، عندما تداولت المواقع الجهادية بيانًا منسوبًا لهذه الجماعة، وفي التوقيت نفسه تم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حملت اسم "أجناد مصر"، بدأت هذه الصفحة بالبيانات الخاصة بالجماعة، وقامت بتفعيل أنشطتها، حيث انطلقت على الملأ وبشكل علني يوم الجمعة 18 أبريل 2014، وهو اليوم الذي أصدر فيه مكتبها الإعلامي شريط فيديو يوثِّق عملياتها ضد الشرطة. وحمل البيان الأول للجماعة طريقة جديدة لم تستخدمها من قبل أي جماعة إسلامية لأرشفة بياناتها، فتم وضع خانة لترقيم البيان على أقصى اليسار من أعلى البيان مدونًا أمامها الرقم التالي: 001، وهو أمر أثار الريبة في الجماعة لا سيما بين المنتسبين للإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام، نظرًا لأن هذه الطريقة في الأرشفة تتشابه مع الطريقة المتبعة في الوزارات والدوائر الحكومية والأمنية.