يهتم عدد كبير من المسلمين، بمعرفة موضوع خطبة الجمعة اليوم، قبل الذهاب للصلاة، وأداء سنن يوم الجمعة، وتتناول الخطبة اليوم «حياة النبي». نص خطبة الجمعة اليوم وأعلنت وزارة الأوقاف، أن موضوع خطبة الجمعة اليوم في جميع المساجد سيكون عن «حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - من الميلاد إلى البعثة»، ويبدأ موضوع خطبة اليوم كما ذكرت الأوقاف «الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}، وأشهدُ أنْ لا إِلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهم صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وبعد: ففِي شهرِ ربيعٍ الأولِ مِن كلِّ عامٍ تهلُّ علينَا ذكرَى ميلادِ سيدِنَا رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، عطرةُ النسيمِ، فواحةُ الطيبِ، وقد كان ميلادُ سيّدِ الخلقِ وخاتمِ المرسلينَ (صلى الله عليه وسلم) بحقٍ ميلادَ أمةٍ بكلِّ ما تحملُهُ الكلمةُ مِن معانٍ، فازدانَ بوجودهِ الكونُ، وأشرقتْ بقدومهِ الدنيا، فهو (صلى الله عليه وسلم) كما حدثَنَا عن نفسهِ، فقالَ: (أنَا دعوةُ أبِي إبرَاهِيم، وبُشرَى أخِي عيسَى، ورأتْ أُمِّي حينَ حَمَلتْ بِي أنَّهُ خرجَ منهَا ثورٌ أضاءَتْ له قصورُ بُصرَى مِن أرضِ الشامِ)، وللهِ درُّ القائلِ: وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياءُ *وفمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثناءُ. واستكملت الأوقاف نص خطبة الجمعة اليوم قائلة: «ونبيُّنَا (صلى الله عليه وسلم) خيرُ أهلِ الأرضِ نسبًا، حيثٌ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في نسبِ نبيِّهِ الكريمِ (صلى الله عليه وسلم): {وتَقلّبكَ في الساجدِينَ}، يقولُ ابنُ عباسٍ (رضي اللهُ عنهما): أي: في أصلابِ الآباءِ، آدمَ ونوحٍ وإبراهيمَ (عليهمُ السلام) حتى أخرجَهُ نبيًّا، ويقولُ نبيُّنَا (صلى الله عليه وسلم): (إنَّ اللهَ اصطفَى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفَى قريشًا مِن كنانةَ، واصطفَى مِن قريشٍ بنِي هاشم، واصطفانِي مِن بنِي هاشم)، ويقولُ (صلى الله عليه وسلم): (إنّ اللهَ خلقَ الخلقَ فجعلنِي مِن خيرِهِم مِن خيرِ فِرَقِهِم وخيرِ الفريقينِ، ثُمّ تخيَّرَ القبائلً فجعلنِي مِن خيرِ قبيلةٍ، ثُمّ تخيَّرَ البيوتَ فجعلنِي مِن خيرِ بيوتِهِم، فأنَا خيرُهُم نفُسًا، وخيرُهُم بيتًا)». نص خطبة الجمعة اليوم وتتحدث خطبة الجمعة اليوم عن نشأة النبي الكريم قائلة: «قد نشأَ الحبيبُ المصطفَى (صلى الله عليه وسلم) يتيمًا، إذ ماتَ أبوهُ وهو في بطنِ أُمِّه، ولمَّا بلغَ مِن العمرِ ستَّ سنواتٍ ماتتْ أُمُّهُ، إلّا أنَّ اللهَ (عزَّ وجلَّ) ربَّاهُ وآوَاهُ، وأدَّبَهُ فأحسنَ تأديبَهُ، يقولُ سبحانَهُ: {ألَمْ يجِدْكَ يتيمًا فآوَى}، كما هيَّأَ سبحانَهُ لحبيبهِ ومصطفَاه (صلى الله عليه وسلم) أسبابَ الرعايةِ، فتولَّى أمرَهُ جدُّهُ عبدُ المطلبِ، واعتنَى بهِ أفضلَ عنايةٍ، وكفلَهُ عمُّهُ أبو طالبٍ، واختصَّهُ بوافرِ الاحترامِ، وكاملِ التقديرِ، وقد كانتْ حياةُ نبيِّنَا (صلى الله عليه وسلم) قبلَ البعثةِ وبعدَهَا أكرمَ حياةِ وأشرَفَهَا، في سموِّ خُلُقٍ، وعظمةِ نفسٍ، فكان نبيُّنَا (صلى الله عليه وسلم) أفضلَ الناسِ مروءةً، وأحسنَهُم خُلقًا، وأكرَمَهُم جوارًا، وأصدَقَهُم حديثًا، وأبعدَهُم عن رذائلِ الأخلاقِ، يقولُ (صلى الله عليه وسلم): (ما همَمْتُ بشيءٍ- أي: مِن سيئِ الأخلاقِ- مِمّا كانوا في الجاهليةِ)، وكان (صلى الله عليه وسلم) كما وصفتْهُ زوجُهُ أمُّ المؤمنين خديجةُ (رضي اللهُ عنها): يحمِلُ الكلَّ، ويكسبُ المعدومَ، ويُقرِي الضيفَ، ويُعينُ على نوائبِ الحقِّ، وصدقَ اللهُ تعالَى حيثُ يقولُ: {اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتَهُ)». النبي كان المثل الأعلى في الإيجابية واختتمت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم: «ويضربُ لنَا نبيُّنَا (صلى الله عليه وسلم) قبلَ بعثتهِ المثلَ الأعلَى في الإيجابيةِ التي هي سبيلُ المؤمنِ الحق، حينَ شاركَ (صلى الله عليه وسلم) في بعضِ أحداثِ مجتمعهِ وقضاياهُم المهمةِ، فكانتْ مشاركتُهُ (صلى الله عليه وسلم) المؤثرةُ في حلفِ الفضولِ بينَ قبائلَ تعاهدتْ على أنْ يكونُوا يدًا واحدةً في نصرةِ المظلومِ، والدفاعِ عن الحقِّ، والتكافلِ والتعاونِ، وقد قالَ (صلى الله عليه وسلم) معبرًا عن رضاهُ بهذا الحلفِ: (ولو أُدْعَى بهِ في الإسلامِ لأجبتُ)». وقد شاركَ سيدُّ الخلقِ (صلى الله عليه وسلم) قومَهُ في بناءِ وتجديدِ الكعبةِ المشرفةِ، فكان الحكمَ العدلَ بينَ قومهِ فيمَن ينال منهم شرفَ وضعَ الحجرِ الأسودِ مكانَهُ، بعدمَا كادُوا يقتتلونَ فيمَا بينهُم، فاستقرُّوا على تحكيمِ أوّلِ داخلٍ عليهم، وشاءَ الحقُّ سبحانَهُ أنْ يكونَ نبيَّهُ (صلى الله عليه وسلم) أوّلَ الداخلينَ عليهم، فلمَّا رأوهُ قالُوا: هذا الأمينُ، رضينَا بهِ، فقالَ (صلى الله عليه وسلم): (هَلُّمَّ إليّ ثوبًا)، فأتوه بهِ، فوضعَ الحجرَ في وسطهِ، ثُمّ قالَ: (لتأخذْ كلُّ قبيلةٍ بناحيةٍ مِن الثوبِ، ثم ارفعُوه جميعًا) ففعلُوا، فلمّا بلغُوا بهِ موضعَهُ، أخذَهُ (صلى الله عليه وسلم) بيدهِ الشريفةِ ووضعَهُ في مكانهِ.