فى الطريق المتجه إلى المراكب التى تنقل السائحين إلى معبد «فيلة» بمحافظة أسوان، يقف رجل نوبى حاملاً بيده آلة موسيقية وترية تشد انتباه المارة من كثرة ألوانها المتناسقة الزاهية، فهى مزينة بالخرز والخيوط والجعران الصغير الملون، هى آلة «الطنبور» ومنشأها الأصلى بلاد النوبة. أحمد محمد، الرجل الخمسينى، صديق للبيئة يقوم بصنع الآلة بنفسه من خلال تجميع كل الأدوات القديمة اللازمة، بدأ فى تلك الهواية منذ نعومة أظافره، حيث تعلم على يد والده كيفية صنعها، والآن يشترك مع صديقه رمضان الأكبر منه سناً فى تصنيعها وبيعها. يجمع «أحمد» وصديقه مجموعة من الأدوات المنزلية لإعادة تدويرها وتصنيع الآلة الموسيقية، حيث يجمعان أطباقاً معينة مخصصة ل«الفتة»، والصينية المخصصة لصناعة البسبوسة، ومواسير الستائر، وبلاستيك علب الحلاوة، وحامل الحقائب، وسلك فرامل الدراجات أو الموتوسيكلات، ويتم تزيينها بواسطة خيوط الصوف الملونة لتصبح فى النهاية صالحة للعزف. أول من استخدم آلة «الطنبور» هم النوبيون، وأخذ عنها فيما بعد فى مدن القناة آلة «السمسمية»، ويستغرق الصنع اليدوى للطنبور وقتاً طويلاً من الصديقين أحمد ورمضان، حيث يهتمان بإتقان تركيب ودمج المكونات معاً، قبل أن تخرج للزبائن فى شكلها النهائى المزخرف الذى يجذب السائحين. العزف على أوتار «الطنبور» هى الطريقة المثالية التى تجذب الزبائن، حيث يقف كل من أحمد ورمضان وسط الناس ويعزفان كنوع من الدعاية لجذبهم للشراء، وفى بعض الأوقات يذهبان مع الناس فى رحلة بحرية بالمركب بناء على رغبة الركاب للاستمتاع بالعزف والطبل والغناء النوبى.