معلم حاول إنقاذ طفل في حادث معدية أشمنت فغرقا معا.. الشهامة آخر دروس حياته

ضرب مُدرس دراسات اجتماعية بمدرسة ثانوية تجارية يقيم بقرية الرياض في مركز ناصر، مثالًا في التضحية والشهامة والبطولة حينما حاول إنقاذ طفل سقط من معدية أشمنت النيلية، إلا أنهما غرقا سويًا في الحادث، وكأن الدرس الأخير الذي أراد أن يقدمه في حياته هو الشهامة، وما زالت قوات الإنقاذ النهري بمديرية أمن بني سويف تحاول البحث عن جثمانيهما.
«داهش» كان في طريقه لزيارة قبر ابن عمه فلحق به
البداية عندما قرر محمد إبراهيم داهش، صاحب 55 عامًا، مُعلم دراسات اجتماعية بمدرسة ثانوية تجارية في بني سويف، مقيم قرية الرياض التابعة لمركز ناصر، زيارة المقابر لقراءة الفاتحة لنجل عمومته والذي توفى منذ فترة وجيزة، لكن شجاعته انتهت بتقديم حياته فداءً لإنقاذ الطفل مروان الذي غرق في حادث المعدية النيلية ببني سويف.
تفاصيل قصة غرق «داهش»
لم يكن يعلم «داهش» أنها المرة الأخيرة التي يرى فيها أسرته، فقد استيقظ مبكرًا كعادته صباح كل يوم جمعة للتوجه إلى زيارة المقابر، واستقبل معدية أشمنت النيلية والتي كانت تستعد للتحرك، وبسبب تزاحم المواطنين فوجئ الجميع بسقوط باب المعدية، وسقط عدد من المواطنين والدراجات النارية في المياه، بينهم طفلين شقيقين كانا في طريقهما لزيارة قبر والدهما المتوفي منذ عام واحد.
ابن عم المدرس: حتى في مماته ضرب مثلا يحتذى به
أحد أقارب المتوفى، يدعى أحمد مسعود قال في تصريحات ل«الوطن»: «لم نرى الحادث لكننا عرفنا به بعدها بدقائق وفور انتقالنا إلى مكان المعدية عرفنا أن ابن عمنا محمد داهش توفى غرقًا في الحادث»، متابعًا: «شهود عيان حكولنا قصة بطولته حيث استطاع إنقاذ أحد الأطفال الأشقاء من الغرق، وبعد أن وصل به إلى الشاطئ عاد لإنقاذ الآخر، ويدعى مروان عمره 9 سنوات، لكنه فشل في ذلك بسبب شدة تيار المياه فغرقا معًا، ليضرب مثالًا يحتذى به حتى في مماته كما كان في حياته».
بلاغ بسقوط مواطنين في معدية نيلية
وتلقى اللواء أسامة حلمي مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف، إخطارًا بورود بلاغًا لمأمور مركز شرطة ناصر يفيد بسقوط عدد من المواطنين من معدية نيلية في أشمنت، والذي وجه بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة وتوجيه رجال الإنقاذ النهري والإسعاف إلى مكان الحادث وانتشال الجثامين، ونقل أي مصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث كشفت التحريات الأولية للحادث عن غرق طفل في عمر 9 سنوات يدعى مراون محمد كامل، مقيم قرية الميمون بمركز الواسطى ومدرس يدعى محمد إبراهيم داهش، 58 سنة ومقيم قرية الرياض بمركز ناصر.
قوات الإنقاذ النهري تكثف جهودها للبحث عن ضحايا الحادث
وتكثف قوات الإنقاذ النهري البحث عنهما بمجرى النيل، حيث تجمع المئات من أهالي الضحايا في حالة من الحزن أمام شاطئ النيل، في انتظار انتشال الجثمانين، وانضم عدد من الصيادين بالمنطقة رجال الإنقاذ النهري في البحث عنهما بالمجرى المائي.