سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمال «العربى» يروون ل«الوطن » ساعات الجحيم بمصنع قويسنا «بوسى»: شاهدت ألسنة اللهب تخرج من النوافذ وسط الصراخ.. و«زغلول»: قفزنا من الدور الثانى لتفادى الموت حرقاً
سادت حالة من الذعر المنطقة الصناعية بمدينة قويسنا والقرى المجاورة، التى يأتى منها العاملون فى مصانع توشيبا العربى بعد الحريق المدمر لمصنع الثلاجات. ورغم السيطرة على الحريق خلال 4 ساعات بعد تدخل طائرات إطفاء الجيش، فإن قلق الأهالى على العمال الذين حاصرتهم النيران بلغ مداه، وانطلق الأهالى يبحثون عن أقاربهم فى المستشفيات بلهفة كبيرة خالطها الخوف الشديد. «إيه اللى حصل والناس اللى شغالة جوه المصنع راحت فين؟»، جملة قالها بلهفة محمد إبراهيم، من قرية سلكا مركز شبين الكوم، عندما حضر إلى مصنع توشيبا العربى المحترق بقويسنا، وهو يقود دراجة بخارية ليبحث عن أخيه الذى انتظره طويلاً ولم يعد إلى البيت، وأخذ القلق يساور أسرته بعد أن أغلق هاتفه المحمول، وزاد التوتر بعد انتشار شائعات وفاة كثير من العاملين بالمصنع بعد اشتعال الحريق، حاول محمد معرفة أى تفاصيل عن الواقعة ليطمئن على أخيه، إلا أنه فشل مثلنا فى الدخول إلى مكان الحريق، بعد أن أصدرت إدارة الشركة توجيهات صارمة للعمال بمنع دخول أى إعلاميين أو صحفيين إلى المصنع، وتشديد إجراءات دخول عمال وردية الساعة 12 مساء. تهرول «بوسى عبده»، عاملة بالمصنع، خارج منطقة النيران، وتقول: «شاهدت ألسنة اللهب وهى تخرج من نوافذ الدور الثانى بمصنع ثلاجات رقم 2، وأخى بشير هو أحد المصابين وما زال بداخل المستشفى مصاباً بكسور. بينما قال يوسف أحمد زغلول، من العاملين بالمصنع وأحد شهود العيان، إن النيران اشتعلت بالدور الثانى من المصنع، وهو غير مسقوف بالخرسانة المسلحة، بل مغطى بتندات حديد ونتجت الإصابات عن الزحام الشديد والتدافع، ويضيف: «كان العمال يقفزون من الدور الثانى لتفادى الموت حرقاً، المهندس محمد محمود العربى، العضو المنتدب بمجموعة شركات العربى، وأوضح ل«الوطن» أن الحريق بدأ من مصنع الثلاجات رقم 2 الذى تبلغ مساحته 37 ألف متر مربع، ونفى ما تناولته وسائل الإعلام من حدوث حالات وفيات نتيجة الحريق، وقال «بلغ عدد المصابين 137 فقط، وأغلبهم أصيبت بالاختناق نتيجة تدافع العمال لإطفاء الحريق، بجانب بعض حالات الكسور والكدمات. واستبعد «العربى» أن يكون الحريق بفعل فاعل، أو بسبب ماس كهربائى، وقال إن العمال هم أحرس منا على مصلحة الشركة والإنتاج، وهم رأس المال بالنسبة للشركة. وعن الخسائر المادية التى خلفها الحريق، قال «العربى»: الظلام الشديد بالمكان وقطع التيار الكهربائى عنه يمنعنا من تقدير الخسائر، لكن المخزن كان يوجد به 9 آلاف وحدة تكييف احترقت تماماً، قامت النيابة العامة بإجراء معاينة مبدئية للحادث، وستستكمل التحقيقات لمعرفة أسباب اندلاعه.