بروفايل| «مغازى».. للقوة طريق ناعم

غادر مكتبه بالوزارة التى تطل على نهر النيل بالعاصمة المصرية، وتوجه إلى مطار القاهرة الدولى ليسافر إلى دولة جنوب السودان على رأس وفد فنى رفيع المستوى لافتتاح بعض المشروعات المائية التى تنفذها الوزارة فى إطار المنحة المقدمة من مصر والتى تقدر بنحو 25 مليون دولار. زيارة الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، إلى جنوب السودان دليل على رغبة مصر فى العودة إلى أفريقيا من جديد وإصلاح ما أفسده نظام مبارك بالابتعاد عن القارة والسماح لدول أخرى معادية بالوجود فيها، وهو ما أضر بالمصالح المصرية هناك.
زيارات مغازى المتكررة إلى الجنوب تعيد القوة الناعمة لمصر، حيث يرى وزير الرى الشاب أن كثرة الزيارات وزيادة العلاقات مع دول حوض نهر النيل ستعيدان مصر إلى دورها الريادى فى القارة وتحقق مصالحها الاستراتيجية.
يتمتع وزير الرى الحالى بقدر كبير من هدوء الأعصاب والثقة، ظهر ذلك بوضوح خلال اجتماع الدول الثلاث فى السودان لحل الخلاف حول سد النهضة، حينما رفض نصائح بعض أعضاء الوفد المرافق بإنهاء المفاوضات مع الجانب الإثيوبى لرفضه تشكيل لجنة خبراء دولية تقوم على تنفيذ الدراسات، والاكتفاء بلجنة وطنية من الدول الثلاث. ويُعتبر الدكتور المغازى، المولود فى 10 فبراير 1950، الأوفر حظاً بين خمسة وزراء حملوا أمانة نهر النيل بعد قيام ثورة يناير 2011 بعد استقرار الأوضاع فى مصر بشكل نسبى وأفضل من أى فترة سابقة، واستعادة جزء من قوتها الإقليمية. فضلاً عن دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى الكبير للوزير الحالى وتفويضه فى التعامل مع ملف مفاوضات سد النهضة، كما يحظى الوزير الخمسينى، والأصغر سناً بين وزراء الحكومة، بثقة كبيرة من رئيس الوزراء، حيث أسند إليه رئاسة لجان وزارية هامة أهمها مشروع تنمية توشكى ومواجهة تلوث بحيرتَى المنزلة والبرلس، ومشروع استصلاح المليون فدان.
رغم زياراته المتواصلة إلى دول حوض النيل لم يسلم الوزير من توجيه الانتقادات فى الداخل من قبَل الكثير من الفلاحين الذين يرون أنه لا يهتم بملفات الرى الداخلية ولم يعمل على حل مشكلات رى الأراضى بمياه الصرف الصحى وإهمال صيانة محطات رفع وشبكات المياه وإزالة التعديات على النيل. حصل «مغازى» على بكالوريوس الهندسة عام 1982، ونال درجة الماجستير عام 1985 فى موضوع «هيدرولوجيا المياه الجوفية فى منطقة وادى النطرون» من جامعة الإسكندرية، ثم حصل على الدكتوراه فى يناير 1990 من جامعة لندن، وتولى رئاسة قسم هندسة الرى بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية قبيل اختياره وزيراً للرى فى حكومة المهندس إبراهيم محلب.