مع أول صرخة لها منذ خروجها إلى الدنيا وهى تتألم رغم عمرها الصغير الذى لم يتجاوز عامين. ولدت الطفلة دينا عبدالرزاق بعيب خلقى فى القلب، وتنقلت بين مستشفيات مركز القلب بأسوان والهرم العام وطب الأطفال بأسيوط، وجميعها فشلت فى تشخيص مرضها، حسب والدها. «دينا»، التى أصيبت بضمور فى المخ وانفصال فى الشبكية نتيجة تدهور حالتها بعد اختلاف التشخيص من مستشفى إلى آخر، زاد من أوجاعها تعرضها لإهمال طبى أثناء إجراء جراحة فى العين بمستشفى «الهرم»، أدخلها فى غيبوبة وجعلها طريحة الفراش لا تقوى حتى على فتح جفن العين، وقال والدها: «فى الأول توجهت أنا ووالدتها إلى مركز مجدى يعقوب فى أسوان لعلاج العيب الخلقى الذى ولدت به، وهناك أكد الأطباء أنها تعانى من تورم فى المخ، نتيجة كبر حجم الرأس عن باقى الجسد». وأضاف: «ذهبنا بها إلى قسم الطوارئ فى مستشفى طب الأطفال بأسيوط، وبعد الكشف عليها قال الطبيب معندهاش حاجة فى المخ، أنا هكتبلك على علاج وخد بنتك وروح وما تسمعش كلام حد». دموع الأب على ابنته لم تتوقف، فبعد 10 أيام من العلاج دخلت فى غيبوبة وأصيبت باحتباس فى السائل النخاعى فى المخ وانفصال فى شبكية العين، وتم حجزها 3 شهور فى مستشفى حميات أسوان. لم يفقد الأب المكلوم الأمل: «وديتها مستشفى الهرم عشان تعمل عمليه فى العين وتتعالج من الضمور فى المخ، وكانت فايقة وبتلعب معانا، ودخلت الممرضة عشان تديها العلاج ومعاها 6 سرنجات وحطتهم كلهم فى 15 ثانية، وبعدها دخلت دينا فى حالة رعشة وجسمها ازرَقّ ودخلت العناية المركزة». باع الأب، الذى يعمل حلاقاً بمدينة طنطا، كل أثاث بيته من أجل علاج ابنته، ومع ذلك فشل: «أبوس إيديكم ساعدونى بنتى بتضيع، أعمل إيه بعد ما بعت كل اللى حيلتى».