أستاذ علم الأوبئة: بدأنا الموجة السادسة من فيروس «كورونا» ونتوقع أن تستمر شهرين.. ودخول «الرعاية» حالياً بسبب طفرتي «أوميكرون BA4 وBA5» أمر نادر «حوار»

أكد الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، أن مصر تشهد حالياً الموجة السادسة لفيروس «كورونا»، موضحاً أن الطفرات المنتشرة حالياً هى «BA4-BA5» من سلالة «أوميكرون»، ولكن لا توجد خطورة منها، سواء من حيث الحالات الحرجة المحجوزة فى الرعايات المركزة أو الوفيات، وأشار فى حوار ل«الوطن»، إلى أن المشكلة الرئيسية التى تكمن فى الإصابة بطفرات «أوميكرون»، هى متلازمة ما بعد التعافى من الفيروس، وتستمر فى بعض الحالات لمدة شهور، وتصل فى بعض الحالات إلى عام كامل.
ننصح بتناول اللحوم بكميات قليلة خلال إجازة «الأضحى»
وناشد أستاذ علم انتشار الأوبئة، المواطنين بضرورة الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة للوقاية خلال الفترة الحالية، وتطبيق التباعد الاجتماعى، للمحافظة على صحة وسلامة الآخرين، خاصة كبار السن، فضلاً عن تناول اللحوم الدسمة بكميات قليلة خلال فترة إجازة عيد الأضحى، منوهاً بأن سلالة «أوميكرون» أقل شراسة من السلالات الأخرى القديمة.. وإلى نص الحوار.
فى البداية ما تعليقك على زيادة أعداد المصابين بفيروس «كورونا» الفترة الحالية؟
- مصر دخلت فعلياً الموجة السادسة، والطفرات المعلن عنها بشأن سلالة أوميكرون ليست جديدة وهى «BA4-BA5»، وهما موجودتان منذ فترة، وهما من الطفرات سريعة الانتشار بين المواطنين، كما أن الموجة السادسة تم التوقع بوقت حدوثها أواخر الموجة الخامسة للفيروس، موضحاً أن تتابع الموجات متعارف عليه وفقاً لطبيعتها ولكن أوقات حدوثها يكون وفقاً لعوامل أخرى تختلف من دولة إلى أخرى.
وكم الوقت المتوقع لاستمرار الموجة السادسة؟
- من المتوقع أن تستمر هذه الموجة لمدة شهرين، ستزداد خلالهما الإصابات، ولكن الحمد لله ستكون موجة خفيفة، وفى رأيى فإن ارتفاع نسب التطعيمات أسهم كثيراً فى تقليل أعراضها وخطورتها على المواطنين.
هل نسب دخول المستشفيات والرعايات المركزة عالية فى ظل وجود طفرات أوميكرون؟
- لا، أوميكرون BA4-BA5، يتميزان بسرعة الانتشار مع قلة دخول المستشفيات للعزل وكذلك دخول الرعايات المركزة، وبالتالى ندرة حدوث الوفيات، وذلك يرجع لسببين، أولهما اتساع قاعدة التطعيمات، والأمر الثانى هو أن الطفرتين أقل فى الخطورة من السلالات القديمة.
ماذا عن متلازمة ما بعد التعافى؟
- كما تحدثنا، فإن الخطورة بسيطة بالنسبة للرعايات والوفيات للمصابين بطفرات أوميكرون، ولكن المشكلة تكمن فى متلازمة ما بعد التعافى بالنسبة ل«BA4-BA5»، والأكثر عرضة لذلك هم غير الحاصلين على اللقاحات، أو الحاصلين على جرعة واحدة أو الحاصلين على الجرعتين منذ فترة طويلة دون التنشيطية وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة.
ماذا عن النسب التى تصاب بمتلازمة ما بعد التعافى؟
- بالفعل موجودة وبنسب عالية جداً من المتعافين، ولكن استمراريتها تختلف من شخص لآخر، والأغلبية تستمر فترة من شهر ل3 شهور، ونسبة بسيطة جداً من المصابين تستمر معهم المتلازمة لمدة عام كامل.
من أكثر الفئات عرضة للمتلازمة ما بعد التعافى؟
- أولاً غير الحاصلين على تطعيمات كورونا أو الأشخاص الحاصلين على اللقاح منذ فترات طويلة، أو المصابين بأمراض مناعية خطيرة وأمراض مزمنة، أو المواطنين من غير الممارسين للرياضة كذلك من لا يتبع نظاماً صحياً سليماً.
ضرورة الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية
نصائحك للمواطنين خلال الفترة المقبلة؟
- يجب على المواطنين خلال الأيام الحالية والمقبلة بالتزامن مع عيد الأضحى تطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة للوقاية من فيروس «كورونا»، والمحافظة على العادات الغذائية السليمة وضرورة الحصول على اللقاح، وارتداء الكمامة طوال فترة الوجود خارج المنزل، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وضرورة البقاء فى المنزل والعزل واستشارة الطبيب المختص فى أسرع وقت حال الشعور بأى أعراض للمرض حفاظاً على حياة الآخرين خاصة كبار السن الذين حصلوا على تطعيم كورونا منذ شهور.
وبالنسبة لعادات الأكل والشرب خلال أيام عيد الأضحى، لا بد من تقليل تناول اللحوم الدسمة والاهتمام بتناول الأكل الصحى والخضراوات وممارسة الرياضة لتحفيز المناعة.
أعراض متلازمة ما بعد التعافى
أهم أعراض متلازمة ما بعد التعافى تتمثل فى «الوهن المزمن»، وهو أخطرها، حيث لا يستطيع الشخص المصاب، الحركة، ويبدو عليه الكسل والتعب عند بذل المجهود، وكذلك النشاط الضعيف والتأخر فى النوم، وعند التحرك لفترة بسيطة يشعر بالنوم، وهى منتشرة حالياً وتزول من خلال ممارسة الرياضة وشرب السوائل والمشى الكثير والأكل الصحى، وهناك أعراض أخرى، تتمثل فى ضعف الحواس، كضعف السمع ومشكلات فى حاسة الشم والتذوق وتستمر لمدة شهور حتى 3 شهور وقد تزيد، البعض الآخر يشعر بكحة مزمنة تستمر لوقت طويل ومشكلات فى التنفس، وهناك نسبة نادرة من المواطنين بعد التعافى يقوم الجسم بتحفيز أمراض مناعية أخرى، كالروماتيزم فى المفاصل.