مليونان و860 ألفاً، هم جملة أعداد الناخبين فى المنيا، وفق القوائم الرسمية، وتُعرف «المنيا» بأعلى كثافة من المواطنين الأقباط، بواقع 17.8% من تعداد المسيحيين فى مصر، حسب إحصاءات 2006، وكتلة الأقباط أحد أهم الكتل التصويتية التى يستهدفها المرشحون فى دعاياتهم الانتخابية. وفى المقابل تزداد الحظوظ الانتخابية لأنصار التيار الإسلامى، ففى 2012 صوّت نحو 64% ممن شاركوا فى الانتخابات الرئاسية للدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان للرئاسة. ويتوقع خليل أبوزيد، إعلامى بالمنيا، أن يحجم غالبية من صوّتوا لمصلحة جماعة الإخوان فى انتخابات الرئاسة 2012 عن التصويت فى انتخابات البرلمان المقبلة، فيما «سترث الحركات والأحزاب المعارضة للنظام بقية الأصوات التى ذهبت للإخوان وقتها» حسبما يقول «أبوزيد». ويضيف «أبوزيد» أن «رموز الحزب الوطنى المنحل كانوا يستهدفون قبل ثورة 25 يناير أصوات الأقباط، وأحد مرشحى الحزب من المسلمين كان يوزع صلباناً على الأقباط تودداً لهم وقت الانتخابات، كما ساهم الكثير من أعضاء الحزب فى إصدار قرارات رئاسية ببناء كنائس وقت وجودهم فى البرلمان». وتعتبر كتلة الأقباط من أهم الكتل التصويتية فى المحافظة، إذ تقترب من ربع من لهم حق التصويت بالمحافظة، وفق تقديرات غير رسمية. وكما يقول «أبوزيد» فإن «الانتخابات الرئاسية فى 2012 ظهر فيها توجه واضح لكتلة الأقباط لمصلحة الفريق أحمد شفيق». تزداد حظوظ المرشحين كلما زادت مقدرتهم المالية، بحسب «أبوزيد»، الذى يردف «اعتماد المرشحين المنتمين للحزب الوطنى على المال أمر معهود، والعائلات الأغنى مادياً التى كان أثرياؤها أعضاءً فى الحزب هى الأقدر على الدفع بمرشحين ذوى حظوظ وفيرة». وتحت شعار «ثورتنا الثالثة فى البرلمان» أطلقت حركة «كرامة إنسانية» بالمنيا مبادرة تستهدف تنظيم تحركات المرشحين للبرلمان المقبل «ضد رموز الحزب الوطنى والإخوان» بحسب مؤسس الحركة بدر سدراك. ولا تعتبر «كرامة إنسانية» الحركة الوحيدة التى أطلقت حملات لاستبعاد أعضاء الحزب الوطنى السابقين، والمحسوبين على جماعة الإخوان من خوض انتخابات البرلمان المقبلة، فقد أطلق نشطاء حملة تحت اسم «حظر» من أجل إنهاء «سيطرة فلول الوطنى والإخوان على السلطة» حسب تصريحات مديرى الحملة. وتزداد كتلة أنصار التيار الإسلامى فى أسيوط، مثلما هو الحال فى المنيا، حيث تُعتبر أسيوط منشأ ل«الجماعة الإسلامية» التى انحدر عنها حزب «البناء والتنمية»، أحد أحزاب تحالف دعم الشرعية المؤيد لجماعة الإخوان. وبيومى إسماعيل هو أحد أعضاء جماعة «البناء والتنمية» الذين يبحثون خوض الانتخابات. ورفض بيومى اتهامه بتأييد جماعة الإخوان، مشيراً إلى أن «الجماعة الإسلامية التى أنتمى لها منافسة للإخوان وليست مؤيدة لها، لكننا لم نكن معارضين من أجل المعارضة، وأنا لن أتكلم باسم الجماعة ولكن سألفت النظر إلى أنه فى الانتخابات الرئاسية قبل الماضية 2012 دعمت الجماعة المرشح عبدالمنعم أبوالفتوح فى المرحلة الأولى للانتخابات ولم تدعم محمد مرسى». ويلفت بيومى إلى أن «الجماعة الإسلامية» وحزبها السياسى، التى يعتبر عاصم عبدالماجد أحد أهم قياداتها، «ماكنتش فى صف الإخوان وأرفض ما يحاوله الإعلام لأن هم حزب سياسى وإحنا جماعة وحتى لما أسسنا حزب البناء والتنمية لم ينضم أغلب أعضاء الجماعة للحزب». ويتوقع «بيومى»، الذى يلفت لعدم اتخاذه قراراً نهائياً بخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، أن يحظى «فلول الحزب الوطنى بفرص أوفر فى دخول البرلمان إذا ترشحوا فى الانتخابات المقبلة». وتساعد الطبيعة العائلية فى ريف أسيوطوالمنيا، حسب محمود نفادى، رئيس لجنة شباب حزب الوفد بأسيوط، المرشحين المنتمين للحزب الوطنى أو المؤيدين السابقين لجماعة الإخوان فى السباق الانتخابى «لأن العصبيات والقبليات وتأييد العائلات لمرشحين بعينهم ستساهم فى رسم الصورة النهائية بغض النظر عن انتماء هذا الشخص سياسياً، سواء كان من مؤيدى الإخوان السابقين أو من أعضاء الحزب الوطنى المنحل» حسب قول نفادى. ويضيف عضو «الوفد» أن «الفقر فى القرى المتطرفة بالمحافظة سيساعد الإسلاميين الذين أبدوا تأييداً لجماعة الإخوان وقتما كانت فى السلطة، وسيزيد فقر القرى فى أسيوط على وجه الخصوص من فرص مؤيدى جماعة الإخوان الذين يتبنون خطاباً دينياً مؤثراً فى البسطاء». من جانبه، يرى محمد حمدى، أحد أعضاء الحزب «الوطنى» أن «كثيرين من أعضاء الحزب ساءت سمعتهم لمجرد انتمائهم له، ولكن من حق كل أعضاء الحزب الوطنى الذين لم يتورطوا فى أى قضايا فساد أن يخوضوا الانتخابات البرلمانية»، مشيراً إلى أنه لم يتخذ بعد قرار الترشح على مقعد دائرة أسيوط التى يقطن بها، من عدمه. وينفى «حمدى» أن تكون سمعته قد تأثرت فى دائرته الانتخابية «وإلا ما كنت حصدت أكثر من 100 ألف صوت انتخابى فى انتخابات البرلمان 2011». ويرد «حمدى» على ما يُشاع بشأن «تقربه» للأقباط سعياً وراء أصواتهم الانتخابية قائلاً «غير صحيح على الإطلاق، فلا يمكن استهداف كتلة الأقباط بالكامل، كما أن الأصوات التى حصلت عليها فى آخر انتخابات برلمانية والتى تجاوزت ال100 ألف لا يمكن أن تكون من الأقباط فقط، إلى جانب أن المسيحيين أنفسهم لا يجمعون على مرشح واحد وإنما يختارون من بين مرشحين مختلفين بعضهم أقباط وبعضهم الآخر مسلمون». ويشدد «حمدى» على أن «الأقباط فى دائرة مركز أسيوط كانوا يحبون والدى رحمة الله عليه ولذلك ساندوه فى كل الدورات الانتخابية التى ترشح لها، وفى آخر انتخابات خاضها الوالد على مقعد دائرة أسيوط، كان قد كبر جداً فى السن لكن الأخوة الأقباط قالوا: لو حمدى الدسوقى عضم فى قفة هننتخبه برضه».