"من بستان الكلام.. وجناين الأحلام.. من ياما كان وكان يا سادتي يا كرام".. جذبت إليها جمهورها الضخم، الذي حرص على مشاهدة فوازيرها بشغف شديد، في موعدها المحدد دائمًا، عقب إفطار رمضان، في كافة مناطق مصر وخارجها، طالما ارتبط اسمها بالفوازير التي أضفت عليها جزءًا من بريقها اللامع، الناجم من ملامحها المصرية، بشعرها الأسود الناعم المنسدل على وجهها الخمري الرائق، المطلة منه عيناها البنيتان الداكنتان المشعتان ب"الشقاوة" والجرأة، وابتسامتها العذبة المضيئة، التي لا تغيب عن شريهان.. "فينوس" هوليوود الشرق. من "آخر العنقود" في "سك على بناتك".. والشابة العذراء التي واجهت حبها المراهق لذوي الشعر الأبيض.. والطفلة لوسي ذات الاثني عشر عامًا في "قطة على نار"، و"روزيتا" التي حصدت قلوب الرجال في "علشان خاطر عيونها"، برزت موهبتها اللافتة للجميع، حيث تركت بصمتها للمشاهدين، والبحث للمخرجين والفنانين الذي تسابقوا للعمل معها منذ دخولها عالم الفن، وهو ما فتح لها الباب على مصراعيه لتكون بطلة فوازير رمضان منذ ثمانينات القرن الماضي، وهو ما لم يتكمن أحد من انتزاع مكانتها منه حتى الآن. شريهان.. هي الابنة المدللة للفن المصري، التي تميزت فوازيرها بالماركة المسجلة لرمضان، بعدما وقع اختيار المخرج فهمي عبدالحميد عليها، في عام 1985 لتأدية دور البطولة بشخصية "شهر زاد" في فوازير "ألف ليلة وليلة"، التي حصدت به نجاحًا باهرا على الممثلات اللواتي قدمن الأدوار المشابهة السابقة والتالية، واستمرت في تقديمه لجمهورها لأعوام متتالية، بجانب فوازير "حاجات ومحتاجات"، و"حول العالم". تربعت على عرش الفوازير الرمضانية، التي أكدت خلالها موهبتها الاستعراضية في الرقص الداعمة لأدائها السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، فضلًا عن اعتمادها على المكياج الصارخ والملابس غير التقليدية والألوان، سواء للملابس أو الشعر، فنجحت في تحقيق حالة من الإبهار لم يشهدها التلفزيون المصري من قبل. لم تكتف شريهان بأدوارها في الفوازير، بل سعت لتحصل على أدوار خاصة بها في المسرح أيضًا، تقدم فيها موهبتها بشكل آخر، الممزوجة ب"الدلع" و"الشقاوة" المعروفين، فقدمت مسرحيات "شارع محمد علي، وانت حر، والمهزوز، وعلشان خاطر عيونك، وسك على بناتك"، كما تألقت في أدوار سينمائية بأفلام "العشق والدم، وكريستال، وسوق النساء، وعرق البلح، والطوق والأسورة"، بجانب أعمالها الدرامية في "المرأة والقانون، وفضيحة العمر"، فكونت تراثًا يزيد عن ال 50 عملًا فنيًا. "الأميرة المحبوبة" هو معنى اسم شريهان، والمكون من كلمتين أعجميتين، "شير" تعني بالفرنسية "المحبوب"، فيما تعني "هان" بالتركية "الأميرة"، والتي حصلت على نصيب منه، في قلوب محبيها بشكل خاص، والفن المصري بشكل عام، والتي مازالت تحفظ به، حتى اليوم الذي تكمل فيه عامها الخمسين، حيث ولدت في 6 ديسمبر 1964، في أسرة فنية موهوبة، حيث إن أخاها هو عازف الجيتار المشهور "عمر خورشيد" والذي ساعدها على الخوض في عالم الفن منذ سنواتها الأولى، في سن الرابعة، والتي استمرت فيه حتى زواجها من رجل الأعمال الأردني "علاء الخواجة"، وأنجبت له "لؤلؤة" و"تالية القرآن". عانت الفنانة الاستعراضية، في حياتها من الكثير من الحوادث المأساوية، حيث تعرضت في 24 مايو 1989، إلى إصابتها بكسر في العمود الفقري، ما استدعى سفرها إلى الخارج لسنوات طويلة تحت الإشراف الطبي ثم عادت إلى ممارسة نشاطها الفني مرة أخرى، إلا أنها أصيبت بسرطان الغدد اللعابية الذي يعد أشرس وأندر أنواع السرطانات، ما أدى إلى قيامها بإجراء جراحة في الجانب الأيمن من وجهها لاستئصال الورم، كما سافرت إلى ألمانيا وفرنسا من أجل متابعة العلاج، وهو ما استدعى غيابها لفترة طويلة عن الشاشات الفنية، إلا أنها تخطط للعودة مرة أخرى في الفترة الحالية.
