أوضح عمرو حمزاوي دكتور العلوم السياسية ورئيس حزب مصر الحرية، أنه رغم تقديره لمشاعر حزن شهداء موقعة الجمل بعد براءة جميع المتهمين، فإنه دعا إلى إدراج مادة واضحة في الدستور المصري تحترم التاريخ والحقب والحضارات وتكفل حماية آثارنا الفرعونية والقبطية والإسلامية، وأن جزءًا من اهتماماتنا في الحياة هي البيئة التي نعيش فيها؛ حيث نحرص أن تكون نظيفة وآمنة وتحكي تاريخنا المتنوع وهو واجب يجب أن يتضمنه الدستور المصري، لأنه ليس قضية رفاهية وترف ولكنه قضية حياة وحقوق مثل كل دساتير العالم الذي يكفل للدولة بيئة آمنة حضارية. وقال إنه تقدم بطلب تعديل في الدستور من خلال وجوده في جمعية تراث مصر الجديدة، لأن القوانين الحالية غير كافية وإلا لما انتشر الهدم في المباني الأثرية بدلا من تصنيفها ضمن التراث. وأضاف أن المجتمع المدني له دور كبير لحماية التراث وليس الأحزاب أو الدولة مثل دورهم في الأحداث السياسية ويتضمن بنشر الوعي الثقافي بأهمية التراث بعد عقود من كتم الأنفاس فقد فيها المصريون قيمة الجمال. وأكد على دور الإعلام في التواصل مع المبادرات الشعبية والأهلية مثل دوره في السياسة لأن مصر لا تحيا فقط بالسياسة أو الهموم المعيشية، وأنها في لحظة تغير وبها كثير من المسارات لم تحدد بعد. ودعا إلى عدم التعامل بصيغة إطفاء الحرائق في الأزمات وقبل أن يتم الهدم ولكن بالوعي الاستباقي. من جانبها، أشادت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد عضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية، بموقف فرنسا من اهتمامها بتنمية التراث والحضارة ببورسعيد التي كانت مجمع حضارات أسيا وإفريقيا وأوروبا ولديها مقومات طبيعية. وتطرقت إلى مقولة لمجموعة من الألمان عن "أنهم لو لديهم ثلث ما في مصر من تراث لعملنا فقط في حمايته والاستفادة منه". ودعت الجميع إلى المطالبة المستمرة بحماية التراث وعدم السماح بهدم الآثار، وأكدت أنه لا يضيع حق وراءه مطالب حتى لا تتهمنا الأجيال القادمة بالتفريط فيه وطمث هويتنا كما أننا يمكن الاستفادة منه اقتصاديا في تشغيل الشباب العاطل فيه. جاء ذلك خلال مؤتمر "تراث مصر في القرن التاسع عشر والعشرين" وعي - حماية - استغلال" بفندق الباتروس ببورسعيد التي تنظمه الجمعية المصرية لتنمية الثقافة الفرنسية ببورسعيد "للعام الثالث على التوالي، وبالتعاون مع الحملة الأهلية لحماية تراث بورسعيد تحت رعاية اللواء أحمد عبد الله محافظ بورسعيد، وذلك ضمن مشروع أيام التراث لمتابعة الأحداث الجارية وضرورة الاهتمام بالطراز المعماري البورسعيدي الذي يعمل على فتح أبواب للتنمية في كل من المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية بمشاركة مجتمعية موسعة لضمان استمرار التنمية. وشارك فيه شكري الأسمر من "مبادرة تراث مصر الجديدة" وأمنية عبد البر "مبادرة تراث مصر الجديدة" وسمير غريب "رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والدكتورة سهير حواس "مدير الدراسات والبحوث بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري" والدكتورة دليلة الكرداني "رئيس لجنة التراث بمحافظة بورسعيد" وياسمين الدرغامي "رئيس تحرير مجلة الراوي" والمهندس محمد الدسوقي "مدرس العمارة بالأكاديمية البحرية بالإسكندرية" والدكتور أحمد صدقي "مدير مشروع المرصد العمراني، برنامج التراث، منظمة الاليكسو، جامعة الدول العربية". كما أرسل الفنان خالد أبو النجا رسالة على الإنترنت عرضتها الفنانة بسمة ضيفة شرف المؤتمر تضمنت التحذير من محاولات لخطف تاريخ مصر ويد تحرك الأحداث، وطالب بالاتحاد ضد طيور الظلام. وقالت بسمة إن السينما اهتمت بعرض هذه القضية في عدة أفلام ومسلسلات مثل تراث هيليبوليس والراية البيضاء للتذكير بالأماكن التاريخية التي عاشتها الأجيال السابقة. وطالب ألبير فاروبا بالإسراع في الخطوات لحماية التراث، خاصة وأن جمعية تنمية الثقافة الفرنسية أليانس تعمل في هذا الاتجاه منذ 10 سنوات. وأشار إلى أن الجمعية جهزت ملفًا كاملًا لمنظمة اليونسكو والدول التي تهتم بالتراث ويمكنها مساعدة تراث مصر من الاختفاء، وأشاد بدور هيئة قناة السويس فى الحفاظ على التراث الفرنسي ومنع هدمه وترميمه. وقال أيمن جبر عضو جمعية تراث مصر، إن تراث بورسعيد يضم أكثر من 30 ألف جالية "يونانية وإيطالية وفرنسية كانوا يمثلون ربع سكان المحافظة في ذلك الوقت. وأوضح أن توصيات الجمعية تمثلت في توحيد الجهود لكل المهتمين بالحفاظ على التراث في مصر تحت مسمى واحد والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا الشأن ومواصلة ضم بورسعيد لليونسكو وإنشاء صندوق خاص لحماية الآثار تشارك فيه الدولة والخبراء على غرار الصندوق الاجتماعي للتنمية. واستعرض المؤتمر أفلامًا لتراث مصر الجديدة وهيليوبلس وبورسعيد ومبادرات حماية التراث للاستفادة منها في المحافظات التي توجد بها أماكن تاريخية.