سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو| "دقة زار" مهنة موروثة وفن شعبي.. شارف على الانقراض فرقة "الريسة مزاهر" أخر عنقود التراث الشعبي ل"الزار.. ومركز الثقافة والفنون يحاول الحفاظ عليه
عالم روحاني يلف المكان، لن تستطيع إدراكه إلا بالتجربة الفعلية فكل ما بالمكان من أثاث وصور على الحوائط تبعث بك لجو أخر، لم يكن في مخيلتك سوى بالأفلام الأبيض والأسود. وفي جولة بالمكان تجد فرقة "الريسة مزاهر"، والمكونة من 7 أشخاص، 3 سيدات و4 رجال، ذوي البشرة السمراء الجميلة، وعلى عكس التخيل كما هو بالذاكرة عن الأفلام القديمة التي ترسخت لدينا، والتي صورتهم كأشرار، تجدهم ودودين لأقصى حد، ليسوا مشعوذين أو دجالين كما قيل عنهم من قبل. ف"الزار" فن شعبي قديم، تتوارثه الأجيال ولا يخرج عن الأسرة، ذلك ما قالته الحاجة صباح والمشهورة بالشحرورة والتي ورثت المهنة عن والدتها وخالتها الحاجة "أم حسن" والمتواجدة بنفس الفرقة. فقالت الشحرورة: " المهنة دي ورثاها عن أمي وخالتي أم حسن كنت وأنا صغيرة بسيب المدرسة وألف مع أمي في الزارات، كنت غاوياها أوي وحباها عشان كده كملت فيها". أما عن ابنتها فتقول: "لاء أنا بنتي مدخلتش المجال عشان اتجوزت وجوزها يطلقها لو مشيت في الموضوع"، والحاجة أم حسن والتي لديها ولدين لا يعملان في المجال: "أنا عندي ولدين بيشتغلوا بعيد عن الموضوع ده خالص منهم واحد سواق ومدخلتهمش المجال عشان خفت عليهم، والتاني في قصر الثقافة". فتجد الجميع لديه هلع من فكرة الاضطهاد ومعاملة المجتمع القاسية لهم لارتباط الفكرة بالشعوذة والدجل، فقالت صباح: "إحنا إتحاربنا كتير من الإعلام والصحافة، شوهوا صورتنا في الأفلام خالص، وإحنا ملناش علاقة بالدجل والشعوذة خالص ده موضوع روحانيات وبتندمجي مع الموسيقى فابتطلعي الطاقة اللي عندك بس". أما عن علاقة الزار بالجن فنوهت: "إحنا مالناش دعوة بالموضوع ده خالص، ولا جن ولا عفاريت لو فى حاجة شوفتها هاقولك أو لو حد كان عليه وطلع هاحكى لكن دى مش سكتنا". وفي الوقت الذي شارف هذا الفن على الانقراض، احتضنه المركز المصري للثقافة والفنون تحت اسم "مكان"، والذى يعرض حفلة "زار" كل يوم أربعاء، لتدعيم التراث الشعبي المصري، ستصادف من خلال "الدقة" بعض الأغاني الغير مفهومة بشكل واضح ك"يا أهل مما سامحونا يا أهل مما". وبسؤال الحاجة أم حسن أكدت: "مَمَا" دي مش إشارة في ممات كتيرة أوى لأمة الزار، ومعناها إنها "بيت الزار" زي بيت العيلة يعني بيت عيلة مما، وبالدور وفي أغانى كتير في الحوكمة والصعيدي وأغاني كتير أوي". وبحزن شديد قالت الشحرورة: "إحنا اللى باقيين بس من اللي بيعملوا زار خلاص كلهم ماتوا وإحنا اللي متبقيين، وما ادنهاش لولدنا خايفيين عليهم فهاننقرض خلاص". وإذا تجولت بعينك داخل المكان تجد أعداد من الأجانب المتواجدين والمبهورين بالموضوع، رغم عدم استيعابهم للكلمات ولكن الموسيقى ليس لها لغة. وأضافت صباح: "إحنا لافينا العالم روحنا فرنسا وبلجيكا والمغرب ومعظم الدول الأجنبية، وهما بيحبونا أوي لما بيحضرولنا هنا، وكمان لما بنسافر ليهم هناك، والفرنسيين أكتر الناس اللي بيهتموا بالموضوع ده، إحنا سافرنا فرنسا 8 مرات ولسه بيبعتولنا". وفي ختام الجولة مع "أم سامح" ريسة الفرقة أكدت على عدم وجود علاقة بين الجن والشعوذة بالزار. وتابعت: "إحنا ملناش دعوة بالشعوذة دي، ومهنتنا قربت تنقرض خلاص شايفين اللي قدامكوا دوول أخر ناس بيعملوا زار ومفيش تاني، الموضوع زمان مكنش ليه مستقبل فكنا بنخاف على عيالنا، إحنا أخر 7 بيدقوا، وعندك عم سالم من أقدم رجالة الزار".