قال نشطاء سياسيون ونقابيون بالمنوفية، إن الحكم الصادر، اليوم، ببراءة الرئيس الأسبق، حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال مبارك، ووزير الداخلية، حبيب العادلي، ومساعديه في قضية محاكمة القرن، كان متوقعًا، معربين عن تخوفهم من تداعياته ووقوع اضطرابات سياسية واقتصادية في البلاد. قال خالد راشد، نقيب المحامين بالمنوفية، إن الحكم بالبراءة ليس مفاجأة، بل هو أمر متوقع نتيجة الحشد الإعلامي والأمني، الذي حدث خلال الأيام السابقة للحكم؛ لتأهيل الشعب لمقابلة الحكم بصدر رحب وبدون عنف. وأضاف "راشد": "من المفارقة أن جماعة الإخوان المسلمين دعت وتوعدت بعودة الرئيس المعزول، محمد مرسي، للحكم يوم 29 نوفمبر، إلا أنه خرج لهم مبارك من السجن؛ ليعود من جديد للحياة خارج أسوار السجن." واعتبر أن هذا الحكم يعيد الشعب المصري إلى ما قبل 25 يناير، بحيث المطالبة من جديد بالحرية، والعدالة الاجتماعية، وتوفير لقمة العيش، وهي الشعارات التي دعا إليها ثوار يناير، ومازال هناك مطالبات لتفعيلها. قال محمد الصافي، أحد مؤسسي حركة "شباب ضد الفساد"، بالمنوفية، إن الحكم ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك، أمر متوقع من قبل الشعب، خاصة أنه ثبت أنه لم يعط أمرًا لقتل المتظاهرين، وإن كان تسبب في فساد مالي وإداري بين أبناء الشعب، إلا أن الحكم ببراءة وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي وأعوانه مفاجأة، وخاصة أنه المسئول الأول عن قتل المتظاهرين. وأضاف" الصافي"، أن العادلي وأعوانه كانوا مسئولين عن قتل المتظاهرين، وشهد عهده العديد من جرائم العنف، وقتل الأبرياء في السجون، وتعذيب المواطنين، بالإضافة إلى معاملة المتظاهرين بقسوة، والإهانة التي تعرضوا لهم طوال أيام الثورة وفترة حكمه. وأعرب الصافي عن خوفه من رد فعل الشعب المصري لبراءة حبيب العادلي وبخاصة أهالي الشهداء. وطالب أحمد الهلباوي، ناشط سياسي بالمنوفية، باحترام أحكام القضاء وعدم التعقيب عليها حتى لو لم ترض طموح وتوقعات الشعب المصري، مضيفًا أن الرئيس السابق مبارك، ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، وأعوانه كانوا يحتاجون قضاء ثوري، وليس القضاء الطبيعي؛ لأن قضيتهم جاء نتيجة ثوره للشعب المصري، وكان يجب محاكمتهم ثوريًا. وأضاف "الهلباوي"، أن الفترة القادمة يتوقع دخول أعوان مبارك للحياة الاقتصادية والسياسية من جديد، مما يتسبب في حدوث اضطرابات بين أبناء الشعب المصري. وطالب الهلباوي أبناء الشعب المصري، بالتعقل وعدم الانسياق وراء شائعات المغرضين؛ لإحداث فوضى في البلاد مرة أخرى. ورأى الناشط السياسي، محمد كمال، أن أحكام البراءة تعني أن أي نظام مستبد بإمكانه قتل المتظاهرين، وسيتم تبرءته في النهاية في أي درجة من درجات التقاضي.