هل يتذوق الأطفال الشعر؟ سؤال ربما يتسرع البعض فى الإجابة عنه قائلاً.. بالطبع لا، اعتقاداً بأن الشعر فن يستعصى على إدراك وعقل الأطفال، برغم أن الطفولة فى حد ذاتها قصيدة رقيقة جميلة تختلط فيها النغمات بالألوان.. الطفل حتى وعمره عام واحد تشده أنغام الموسيقى، فيهتز مع اللحن ويتفاعل مع الإيقاع، والشعر موسيقى وإيقاع، ينبهر الطفل ويتعلق بالحكاية والحدوتة فيعيش معها بكيانه وكأنه أحد أبطالها، والشعر صورة بالكلمات وحكاية ينسجها الشاعر فى أبيات تحرك الخيال. ولأن الطفل أرق وأصدق الكائنات، أمير متوج على عرش القلوب، أهداه أمير الشعراء أحمد شوقى ديواناً رائعاً من القصائد والحكايات الشعرية الطريفة التى تحرك خيال الأطفال، يموج بالصور والأحداث والحكمة والعظة على لسان الطير والحيوان، مثلما ورد فى حكايات (كليلة ودمنة) الشهيرة، امتزجت الفكاهة بالحكمة فى ديوان شوقى للأطفال الذى بلغ عدد قصائده أكثر من خمسين قصيدة تتسلل من أبياتها القيم النبيلة والصفات الطبية بهدوء إلى نفسه لتسكن روحه وتشكل شخصية سوية محبة للخير والحق والجمال. بمناسبة مرور ثمانين عاماً على رحيل أمير الشعراء الذى فارقنا فى الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1932م، نعيش اليوم مع إحدى القصائد الجميلة التى تسكن ديوان شوقى للأطفال، الذى أدعوكم أصدقائى لقراءته ففيه المتعة والفكر والعلم والخيال..