تنوق الجمل أو استنوق الجمل!! هو مثل قديم يطول شرحه سوف أعود له بعد قليل، المهم كنت فى محاضرة للدكتور (أ.ع) وهى أكثر المحاضرات مللاً على الإطلاق، أربع ساعات متواصلة لا ينفك فيها الدكتور عن الشرح، أو ربما هو أشبه بالمزاح السخيف، كل الأحداث تدور حول الدولة العباسية (صميم المادة) ما أظننى فهمت منها شيئاً ولم يعلق بذهنى منها إلا تلك الجملة التى بدأت بها، وحتى لا يتهمنى البعض بالغباء ويشبهنى بذلك الطالب المستهتر الشريد الذهن حين تبدأ المحاضرة، ومع أنى لست ملزماً أن أقول إننى لم أفوِّت أية محاضرة طيلة الثلاث السنوات الجامعية الأولى، اللهم إلا اثنتين لا أكثر، ويرجع سبب كرهى لتلك المحاضرة إلى دكتور المادة فعلى الرغم من أنه حصل على درجات علمية عالية، فإنه كان يشرح بأسلوب هزلى جداً، لا شك أنه أضحكنى أول مرة، ولكن أصبح ذلك الأسلوب بمرور الوقت مبتذلاً للغاية، كانت تلك المحاضرة الأولى يوم الأحد تبدأ تماماً الساعة التاسعة إلا عشر دقائق (لا تسألنى لماذا إلا عشر دقائق فأنا لم أضَع الجدول ربما كان لذلك فلسفة لا يدركها إلا موظفو الحكومة، فربما لو عُينت فى ذلك المنصب سوف أحكى لك عن السبب، لعله يكون موضوعاً لمقال جديد لا أدرى)، ولتكتمل الصورة فى ذهن من يقرأ، أذكر ذلك الموقف المتكرر حينما يتنهد تنهيدة مصطنعة يتبعها بجملة «لاحظوا أنى تنهدت» ذلك لكى يوضح أهمية ما قاله، قد ترى الأمر طبيعياً، ولكن حينما يتنهد ما يقرب من أربعمائة تنهيدة فى أربع ساعات، بواقع مائة فى الساعة، أى تنهيدة كل 1.66666666666667 دقيقة، ستقدر مدى معاناتى فى تلك المحاضرة، حتى تخيلتُ أن تلك المحاضرة تدور حول التنهيد المصطنع ها ها ها ها، يبدو أنى قد بالغت بعض الشىء أرجوك اعذرنى، لنعود لموضوعنا عن جملة (تنوق الجمل)، ربما هى المعلومة الوحيدة التى تشبثت بذاكرتى، ويرجع السبب إلى أن أحد زملائى ارتدى (سلسلة) فى رقبته مما أثار غضب د. (أ. ع)، فطلب من زميلى هذا الوقوف ثم وجَّه إلينا السؤال «هل تنوق الجمل؟؟» بالطبع يا عزيزى تبعها بجملة «لا حظوا أنى تنهدت»، حتى يؤكد أهمية تلك الجملة، وإذا ما كنت تسأل عن كنه تلك الجملة فهى تعنى -كما شرحها د. (أ. ع)- تشبُّه الجمل بالناقة، حيث قصد العرب بالجمل المتنوق، أى الذى يسير مثل الناقة بشىء من الدلال لا أدرى، وكان المقصود بها أن الرجل أصبح يقلد الأنثى فى حركاتها، ظلت تلك الجملة ماثلة أمامى كلما رأيت شاباً قد جلس مع فتاة فى قطار الأنفاق السريع (المترو)، وأرتدى سروالاً (بنطال) لا أجد كلمة لوصفه كما تصفه العامية المصرية (محزق ملزق) إشارة إلى مدى ضيق السروال، والغريب فى الأمر أن الفتاة التى كان يحادثها طيلة الطريق ويهمس فى أذنيها ثم يقهقه كلاهما بضحكات رقيعة، ارتدت سروالاً بنفس الضيق تقريباً، وحينما تكون ضحكات ذلك الشاب أشبه بضحكات (ميمى شكيب) لك أن تتخيل كيف كانت ضحكات الفتاة!!!! فمنذ ذلك الوقت فصاعداً لا أنفك عن رؤية شاب يرقص فى فرح كأنه (سامية جمال) وآخر يغنى ويقلد (فيروز) فى نبرتها، وآخر يسدل شعره على كتفيه، ناهيك عن الشاب الذى رأيته وقد صفف شعره كالنسوة ووضع زهرة حمراء خلف أذنه اليمنى ما أقبح أن ترى شيئاً كهذا؟؟!! حتى اكتظ المجتمع من حولنا بهؤلاء الموجبين السوالب، عفواً هل استثار ذلك حفيظتك أيها الشاب (الموجب جنسياً المؤنث سلوكياً)؟؟! فقط اعذرنى حينما أقف أمامك مذهولاً لا أستطيع أن أجزم هل أنت شاب أم شابة!!! ولكن أظن أن هؤلاء الشباب الذين قد ذكرتهم سالفاً وإن كانوا اختلفوا بعض الشىء فإنهم اتفقوا تقريباً على الاشتراك فى أيديولوجية واحدة وهى (التنوق)!!