فيما يشبه السلالم الموسيقية وظهور الدعوات إلى الانفصال فى بلدان الربيع العربى، أعلن أمس الأول سكان مدينة تالة التابعة لولاية القصرينالتونسية الواقعة غرب البلاد، «الانفصال» عن هذه الولاية، مهددين بالانفصال عن تونس كلها إن لم تستجب الحكومة التى تقودها حركة النهضة الإسلامية لمطالبهم، تلك المطالب التى تشابهت مع ما خرج من أجله أهالى قرية «التحسين» المصرية الواقعة بمحافظة الدقهلية، التى أعلنت قبل شهر الانفصال الإدارى عن المحافظة، والعصيان المدنى على الحكومة، احتجاجاً على التجاهل المستمر من قبل الحكومات المتعاقبة لتوفير احتياجاتها الأساسية من الخدمات. تأتى هذه الخطوة التصعيدية بعد خروج الآلاف من سكان المدينة فى تظاهرة حاشدة قبل يومين جابت الشارع الرئيسى للمدينة مرددين «تالة ولاية»، داعين إلى عصيان مدنى شامل الاثنين المقبل. وقال منظمو الإضراب فى بيان للرأى العام بالمدينة حول عملية الانفصال: «إن ممارسات حكومة ما بعد الثورة دفعتهم للإقدام على هذا القرار»، وأضافوا أنه «تقرر شن عصيان مدنى يوم الاثنين المقبل، تحسبا لأى تجاهل من قبل الحكومة لمطالب أهالى تالة، وعلى رأسها إيفاد وفد حكومى رفيع إلى المدينة»، وختموا البيان بالقول: «لن نتراجع مهما كانت العراقيل، نعدكم بذلك دائما فى كنف التحضر وما تربينا عليه من رقى». ومن جانبه، علق المحامى والناشط الحقوقى التونسى حافظ غضون بقوله: «هذه المدينة بالأخص وولاية القصرين عموما تعانى من قلة الخدمات والإهمال الحكومى المتعاقب، ولها كل الحق فى إنذار حكام تونس الجدد، للاهتمام بها على قدر الاهتمام بتوطيد حكمهم فى البلاد»، وأضاف غضون ل«الوطن»: «عندما يصل مستوى الاحتجاج إلى فكرة الانفصال، فإن الأمر يتطلب وقفة مجتمعية من أجل الإلمام بالأزمة قبل تفاقمها».