مراهقون وشباب، يقضون ساعات يومهم كاملًا، في انتظار اللحظة الحاسمة، التي يغيب فيها الأهل عن البيت، أو الساعات المتأخرة من الليل، ليظفروا بحواسيبهم، لتصفح المواقع الإباحية، ليؤمِّن إشباعًا "افتراضيًا" لرغباته الجنسية. ولا تتفاجأ حين تعرف أن الجنسين يشاهدان المواد الجنسية، حيث إن هناك دراسة نشرتها مجلة "إكستريم تك" عام 2012، تقول إن نسبة متصفحي المواقع الإباحية من الذكور تتراوح ما بين 70 و80%، بينما نسبة الإناث تتراوح بين 20 و30%. وتشير دراسات أخرى، إلى أن المستخدمين يقضون فترة تتراوح ما بين 12 و20 دقيقة، يشاهدون خلالها الفيديوهات الإباحية، كما أن المستخدمين الذين يشاهدون هذه المواد، يدخلون بمعدل ثماني مرات في الشهر لمشاهدة الفيديوهات الإباحية. في مصر والعالم العربي تشكِّل نسبة كبيرة من هذه المواقع، مصدر اهتمام للكثيرين، حيث إن مصر تتصفح أكثر 10 مواقع إباحية، وهي الأولى والثانية والثالثة عالميًا في ثلاثة مواقع مختلفة، منها مواقع هي الأوسع شهرة عالميًا، بحسب موقع Alexa. وتؤكد الإحصاءات المحلية والعالمية، أن الجنس من المواضيع البارزة التي تجذب مستخدمي الإنترنت في مصر والعالم. ويستغل القراصنة هذا الوضع و"هوس" مستخدمي الشبكة العنكبوتية بالمواد الإباحية، لينشروا عبرها البرمجيات الخبيثة، أو ما يعرف باللغة الإنجليزية ال"Malware"، وهي اختصار لMalicious Software، وهذه البرمجيات يتم ادراجها عمدًا في مثل هذه المواقع، لتنتقل إلى الحاسوب، بهدف إلحاق الضرر بالمستخدم. وهناك فئات كثيرة من القراصنة، البعض منهم هدفه التسلية، البعض الآخر هدفه تخريبي، والبعض الآخر تقف وراءه دول وشركات تتعمَّد القرصنة لسرقة بعض المعلومات التي تهمها. ولا يمكن الجزم أن جميع المواقع الإباحية تتضمَّن في صفحاتها البرمجيات الخبيثة، لكن المؤكد أن القراصنة يستغلون إدمان مستخدمي الإنترنت لنشرها، سواء بمواقع مفخخة، أو بإعلانات توضع على صفحات الموقع الإباحي، أو أي موقع يعتبر محط جذب للمستخدمين كالمواقع التي تسمح بتحميل الأغاني مجانًا، أو تسمح بتحميل أفلام مجانًا. ولا يستطيع أحد معرفة مصدر البرمجيات الخبيثة، ولكن المؤكد أن القراصنة يستغلون تعلّق مستخدمي الإنترنت بالجنس، ويطوّرون تلك البرمجيات الخبيثة بطريقة لن يتمكن البرنامج المضاد للفيروسات من رصدها بسرعة، وقد تطول المدة حتى أكثر من 6 أشهر.