بين «هتخلفى إمتى» و«فيه حد فيكم عنده مشكلة»، و«كشفتى»، و«مفيش حاجة جاية فى السكة»، و«لازم تخاويه»... تساؤلات وضغوطات مجتمعية عديدة تنهال على العروسين، بعد أيام معدودة من زواجهما، لتكون بمثابة تدخل فى الأمور الشخصية، لا سيما بين مَن قرروا تأجيل الإنجاب، وهل هو قرار من الطرفين، أم خوف من المسئولية، أم عدم الاستقرار المادى أو النفسى، أو التأكد من الطرف الآخر بعد العشرة؟، وأحياناً يصل الأمر إلى أن أهل الزوج أو الزوجة أنفسهم يلحون عليهما لأجل الحمل، بدلاً من تشجيعهم على التأنى جيداً ونصحهم بعدم الإقدام على هذه الخطوة إلا بعد تأكدهم من قدرتهم على فعل ذلك، وهو ما تحاول الدولة التوصل إليه حالياً، وذلك عبر نشر الوعى بين جميع الطبقات للعيش فى حياة سليمة وسوية وتمتع الأبناء بخدمات صحية وتعليمية مناسبة ومتساوية. تأجيل الخلفة بالاتفاق.. والاستقرار النفسى والمادى أولاً «عش الزوجية» المكان الذى يبدأ فيه العروسان حياة جديدة مختلفة تماماً عن منزل أسرتهما، ورغم أن البدايات تكون من أجمل الأيام، فإنها أيضاً من أصعب الأوقات بسبب محاولة الطرفين التعود والتطبع على بعضهما وتحمل المسئولية بشكل أساسى، ربما يكون هذا هو السبب الذى يجعل الكثير من المتزوجين الجدد لديهم وعى كبير لقرار تأخير الإنجاب فترة بين عام أو عامين، حتى يستطيعوا الوصول إلى الاستقرار نفسياً ومادياً فى علاقتهم، وهو ما أوصى به أيضاً الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال فعالية المشروع القومى لتنمية الأسرة بقوله: «قلت لبنتى متخلفيش قبل سنتين بعد الزواج.. وعملنا صحة إنجابية لحماية المواليد». «كارين»: «كنا عايزين نتعود على تحمل المسئولية» «كارين المصرى»، إحدى الفتيات التى قررت مع زوجها «فادى» تأخير الإنجاب بعد الزواج عاماً، بعد الاتفاق معاً على ذلك: «أجلنا لأن الجواز فى الأول بيبقى التزام، فمش هينفع آخد مسئوليتين ورا بعض، ولسه بخوض تجربة جديدة، وأشيل مسئولية راجل وبيت، فكان هيبقى صعب مع طفل كمان أتعلم كل ده مرة واحدة». كما كانت ترغب «كارين» وزوجها فى قضاء وقت ممتع معاً خالٍ من المسئولية الكبيرة الخاصة بالطفل، خاصة أنهما فى بداية زواجهما والدخول فى الحياة العائلية تدريجياً بدون ضغوطات: «كنا عايزين نسافر ونروح ونيجى وعملنا فعلاً سفرية كبيرة بعد الجواز بسنة». وبعد مرور عام تقريباً على زواجها الذى كان عام 2018، شعرت حينها «كارين»، أنها يمكنها الإنجاب، ولم يكن الأمر بسبب أن هذا هو التطور الطبيعى أو المراحل الحياتية، ولكنها كانت بداخلها تجد نفسها تريد ذلك، وأنها يمكنها تحمل مسئولية طفل: «حسيت إنى عايزة أبقى أم. «مارينا»: «حبينا نعيش حياتنا الأول» فيما حكت «مارينا إدوارد» تجربتها مع زوجها «شادى»، حيث قرر الثنائى أيضاً تأجيل الإنجاب لمدة نحو عام بعد الزواج: «كان عندى مبدأ إننا نعيش حياتنا الأول وننبسط ونتعود على حياتنا الجديدة لأنها مش مسئولية سهلة خالص». «فكرة إنك تاخدى قرار إنك تجيبى طفل مش بيتاخد كده ولازم تفكير مع جوزك».. هكذا وصفت «مارينا» كيف قررت مع زوجها إنجاب طفل، حيث إنهما جلسا معاً لترتيب حياتهما وتحديد مصاريفهما، وهل يستطيعان جعل الطفل يعيش فى مستوى مناسب أم لا، وبعد ذلك كان الاتفاق أنهما مستعدان. وشرحت «مارينا» أنها قررت إنجاب طفل بعد عام من زواجها بعد التأكد من أنهما مستقران مادياً ومستعدان نفسياً لمواجهة مسئولية كبيرة مثل الأطفال، وبعد قضاء وقت مميز معاً من سفر وخروج. «ريهام»: «ماكنتش مستعدة نفسياً» ومن ناحيتها كشفت «ريهام حسين» عن سبب رفضها الإنجاب فى بداية سنوات زواجها، معللة أن الأمر يعود إلى عدم استعدادها نفسياً لأخذ الخطوة، «أول ما قررت الجواز، ماكنتش جاهزة نفسياً ولا مادياً، ولما اتكلمت مع جوزى فى ده واحنا لسه مرتبطين، هو كمان قالى إنه مش حابب نخلف على طول، واتفقنا على ده سوا». وأوضحت «ريهام» أنها تواجه هى وزوجها العديد من الالتزامات المادية خلال تلك السنوات الأولى من زواجهما، التى تترتب على دفع إيجار شهرى للمسكن، إلى جانب بعض الأمور الأساسية الأخرى، كذلك يشعر الثنائى بأنهما غير مستعدين نفسياً لأخذ هذا القرار، «ونفسياً دى مسئولية كبيرة جداً جداً تتطلب استقرار نفسى وتأهيل نفسى وبرضه أنا مش جاهزة لها». «بسنت»: «جوزى وافقنى على الرأى ده» وتعقب «بسنت تاروتى»، زوجة عشرينية، موضحة دوافعها هى الأخرى خلف تأجيل خطوة الإنجاب، التى تمثلت فى تخوفاتها من عدة أمور، من بينها مسئولية تربية الأطفال، إلى جانب التغييرات التى ستحدث فى نظام حياتها وعملها أيضاً، «أنا بحب الأطفال وكل حاجة، بس عندى تخوف ناحية تربية الأطفال إنى هضطر أسيب شغلى أو حياتى هتتشقلب شوية، فكل الكلام ده كان مخوفنى، واتكلمت مع جوزى وطلع موافقنى فى الرأى إننا لازم نستنى شوية».